يواجه عالم الآثار الألماني ميخائيل ملر كاربه، مدير المتحف الروماني الألماني في ماينز منذ أيام مشكلة عصيبة، قد يكون لها تأثير كبير على مستقبله العلمي والمهني وذلك بسبب مزهرية ذهبية عمرها 4500 عام، وتشير كافة الدلائل الى أن مصدرها العراق القديم، أودعت اليه بعد
أن تم العثور عليها في حوزة شركة للمزايدات، كانت تنوي عرضها للبيع دون التأكد من مصدرها. وقد أستولت الجمارك الألمانية على هذه القطعة الأثرية الثمينة ووضعتها تحت إشراف الباحث كاربه للتأكد من مصدرها، ومن ثم التصرف وفق نتائج البحث، اي إرجاعها الى شركة المزايدات التي يقع مقرها في ميونيخ، في حال عدم التأكد من صدرها، أو إعادتها للبلد المعني في حالة التعرف على المصدر. وقد أدت البحوث التي أجراها كاربه على هذه التحفة الأثرية التاريخية، الى أنها من الآثار السومرية التي نهبت من بلاد ما بين النهرين، وذلك بناء على العديد من الدلائل التي توصل اليها. غير أن هذه الدلائل على ما يبدو لم تكن كافية لإقناع مديرية الجمارك، مما دفعها لأن تطالب كاربه بأن يعيدها لها لغرض تسليمها الى شركة المزايدات، غير أن كاربه رفض ذلك، مؤكدا من جديد على أحقية العراق في إستعادتها لأنها تشكل جزءا من تاريخ هذا البلد. ومن جهة أخرى طلب منه السفير العراقي في المانيا بأن يحتفظ بهذه المزهرية لتسليمها لاحقا الى المتحف الوطني العراقي، وقد بين له السفير بأن القانون العراقي يفرض على من يساهم في المتاجرة بالتحف الأثرية المسروقة من العراق عقوبة بالسجن قد تصل الى خمس سنوات. من هنا فقد أكد الباحث الألماني في لقاءات عديدة مع الإعلام الألماني، بأنه لن يعيد هذه القطعة الأثرية لمديدرية الجمارك، بل سيحاول أن يحتفظ حتى التأكد بشكل لايقبل الشك على مصدرها، مشيرا الى انه لا يريد أن يخالف القوانين العراقية لكونه يعمل لفترات طويلة في العراق "وهذا يعني بالنسبة على الأقل منعي عن ممارسة مهنتي، حيث لن أتمكن بعدها من العمل في العراق."
ومن الجدير بالذكر بأن السفارة العراقية توجهت الى المحاكم الألمانية بشكوى ضد الشركة المعنية، بتهمة المتاجرة بتحف مسروقة.
كاربه مع عراقي |
ومن الجدير بالذكر بأن السفارة العراقية توجهت الى المحاكم الألمانية بشكوى ضد الشركة المعنية، بتهمة المتاجرة بتحف مسروقة.