بين الرومانسي والشعبي تراوحت أغنيات مروان خوري في السي دي الجديد. في «راجعين» غنى الوطن والحدود على طريقته، كما دخل إلى الجبهة الاجتماعية ودعا الزوج وكذلك الزوجة الى اعتماد النبرة الهادئة في حل الإشكالات، لكنه يرفض أن يكون مصلحاً إجتماعياً.
معه كان لنا هذا الحوار.
تتجدد فنياً مع سي دي «راجعين» وهو يحمل توقيعك شعراً وتلحيناً. كفنان، هل تعرض عليك ألحان وأشعار كما باقي الزملاء في ميدان الغناء؟
حدث ذلك في مصر أكثر من مرة. وفي لبنان أنا من أعطى شعراً لملحنين آخرين، ولم يحصل أن عُرض عليّ شعر لشعراء محترفين. في مصر قدمت أكثر من أغنية من ألحان وكلمات ليست من توقيعي، وفي مناسبات مصرية رسمية كما مهرجان الإعلام. أول مرة غنيت فيها من أشعار غيري وفي مصر تحديداً كانت مع الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي الذي رشحني لغناء شعره.
في هذا الـ«سي دي» تنقلت برشاقة كما العصفور بين الموضوعات العاطفية، الإجتماعية والوطنية بأسلوب خاص، هل ترسم للسي دي مساراً أم تسيره المصادفة؟
مع «سي دي» «راجعين» رسمت مساراً وقد نال وقته من العناية والإهتمام. كنت مع قناعة الحفاظ على لوني، ومع ضرورة التجديد والتغيير وهو ما يشكل بالنسبة إلي هاجساً منذ سنتين ونصف السنة. هذا الهاجس بدأ تماماً بعدما فرغت من عملي السابق «أنا والليل». لهذا قصدت هذا التنويع وكما وصفتِ السي دي بطريقة جميلة. نعم تنقلت من مكان الى آخر، سواء على صعيد النص أو على صعيد النمط الموسيقي، والإخراج الموسيقي المختلف من أغنية الى أخرى. شعرت بأني سوف أقدم نفسي وبهذا الشكل وفي هذه المرحلة بالتحديد. وأتمنى أن أكون قد وفقت في هذا الموضوع.
كيف تمّ حل الإشكالات مع شركة روتانا والتي بدأت بعد سي دي «أنا والليل»؟
صحيح حدثت إشكالات مع سي دي «أنا والليل» الذي لم تصور منه أي أغنية. حالياً الإتفاق تمّ على تنفيذ العقود الموقعة بيننا والتي تنص على الترويج وتصوير الكليب. من جهتي قمت بما هو مطلوب على صعيد تنفيذ الـ«سي دي» وتسجيله، ونفذت روتانا الترويج والدعاية المطلوبة، ومن المتوقع قريباً حصول حفلات توقيع في لبنان وعدد من الدول العربية. كما سنباشر تصوير الفيديو كليب لأكثر من أغنية وهذا ما يهمني بالدرجة الأولى.
وما هي الخطوة الأولى في التصوير ومع من؟
آمل أن نباشر قريباً في التصوير. نحن لم ننجز التفاصيل المتعلقة بالتصوير. أما إسم المخرج فمن المرجح بنسبة 90 في المئة أن يكون فرنسياً. ولن أدخل في مزيد من التفاصيل لأني ما زلت أعمل عليها.
هل تمّ تحديد عدد الفيديو كليب لسي دي «راجعين»؟
في الحد الأدنى سيتم تصوير 2 فيديو كليب.
لماذا وجهت الشكر لشركة روتانا وآخرين أسهموا بإنجاز السي دي بالإنكليزية؟ هل لديك مشكلة مع العربية؟
يضحك ويقول مازحاً: لا أريد التكلم بالعربية. القصة غير مقصودة أبداً وجاءت بكل العفوية الممكنة في أي إنسان. بكل بساطة تحليلي او إجابتي أن النص بهذا الشكل أراحني جداً. لست أحمل إجابة أو فلسفة لهذا الموضوع.
لكنه في الواقع شكل مفارقة من مروان خوري بالتحديد؟
هي عفوية بكل بساطة كما سبق وقلت. ما يتعلق بالشكر للموزعين والتقنيين أردته بالإنكليزية، وهو يعتبر مفيداً لي في أماكن تتعلق بالحقوق الخاصة بالمؤلفين.
في إحدى أغنيات الـ«سي دي» إنتقدت المغنين زملاءك لكن بمرح وخفة دم، ألهذه الدرجة يزعجونك؟
لست أرغب في الظهور من خلال سي دي «راجعين» كناقد سياسي وإجتماعي.
نحن قلنا نقدك مرح وخفيف الدم؟
صحيح. تلاحظين ربما أن الأغنية الوطنية عندي ليست شديدة الصلة باللون الوطني المتعارف عليه من حماس وهيصة وما شابه. اللون الوطني عندي مشبوك بالإنساني وبالعاطفي. كذلك أغنية «مش كل مين غنّى» تتحدث عن الحبيبة. وهي رسالة بسيطة وصغيرة بأن ليس كل من يدعي الحب والعاطفة يعيش هذه المعاني ويحتضنها في داخله وبصدق. أردت التصويب على الموسيقى تحديداً. هي رسالة صغيرة والناس أحبتها لأنها تراها كما وصفتها واردة بشكل خفيف وطريف.
لأول مرة تقارب القضايا الإنسانية الإجتماعية من خلال أغنية «وطي صوتك». من دون أن تتزوج هل تدرك أن الأصوات ترتفع بين الأزواج أحياناً، وهل سيأخذ الأزواج برأيك؟
أكثر من يحب هذه الأغنية في المرحلة الراهنة هم المتزوجون وأعرف ذلك من أصدقائي. وهم يأخذون الأغنية بالمزاح والهضامة ويخاطبون بعضهم بعضاً من خلالها، ولا يأخذون الأمور على محمل الجد. المهم هو في إستعمال هذه الكلمة بالتحديد «وطي صوتك» وهي مستفزة نسبياً. لكن في ما تبقى يأخذ الموضوع عمقه الآخر بحيث نصبح مع معالجة بسيطة وغير «مشربكة» لمسألة إرتفاع النبرة بين الأزواج. فأي ثنائي سواء كان متزوجاً أو من العشّاق يمر بهذا النوع من الصدام.
وماذا عنك؟
أنا هادئ جداً وما أريده من الطرف الثاني أن يلغي وبشكل مطلق وجود إستعمال الصوت المرتفع. تبدأ الأمور بالهدوء وتنتهي به. وإذا كان الصراخ هو الوسيلة المعتمدة للتعبير أدير ظهري وأمشي. هذا رأي وله الكثير من المؤيدين. وبكل تأكيد هذا لا ينطبق على المرأة فقط التي ترفع صوتها، بل كذلك على الرجل الذي يرفع صوته أو حتى أي شخص آخر.
هل يمكن أن تصور هذه الأغنية بحيث تصبح أكثر تأثيراً في الأزواج والمحبين؟
هي مرشحة أكثر من سواها للتصوير نظراً لحب الناس لها. إنها أغنية تركت الجميع يلتفتون إليها، كما أن نصها يحمل السيناريو الممكن إعتماده.
هل يمكن أن تكون الأغنية الأولى المصورة؟
ثمة إحتمال أن تسبقها أغنية «تم النصيب» التي تعتبر أغنية خفيفة وقريبة من القلوب. كما أحب الوقوف على خيارات الناس وخيارهم يذهب نحو «تم النصيب».
مع «تم النصيب» نقول «نفرح منك». ونسأل على أي أنغامك ترغب في أن يتم زفافك؟
شكراً. مع هذه الأغنية أنا في طور «التفويل» على نفسي.
وبعد أن يضحك ملياً نقول له «فال خير». لكن على أي أنغام ترغب في أن تُزف؟
إعتقادي أني لن أتزوج مع فرح وعرس كبير. أحب زفافاً هادئاً جداً.
أي موسيقى كلاسيكية إذاً ستختار؟
لست أدري. سيكون عرساً هادئاً خلافاً للأعراس التي أصبحت شبه مهرجانية.
هل تحيي أعراساً كفنان؟
أحييت حتى الآن فرحين فقط. كانت أفراحاً بطلب من أشخاص. لست ميالاً الى الأعراس، ولست نادماً على هذين الفرحين لأنهما كانا على درجة عالية من الترتيب والرقي. وجمهور هذين العرسين هو من طلبني، وهو كان جمهوراً راقياً جداً. في النتيجة نوعية أغنياتي ليست صالحة للأعراس كما أظن.
يؤخذ عليك في أغنية «تم النصيب» أنك مباشرة وبعد الفرح، دعوت العروس لأن تنام. هل هذا واقعي؟
هي أصبحت رفيقتي وأين المشكلة في أن تنام عندي. في كلمات هذه الأغنية صورة غريبة إلى حد ما. لست بناقل للتفاصيل أنا شاعر. يحق لي تقديم الصورة التي أراها مناسبة. هي أغنية تتكلم عن عريس إحتفل بعرسه «تم النصيب ودام الفرح عنا ليالي» وهو فرح بعروسه التي صارت في منزله وملكه، وهما معاً وحيدان لأول مرة وهو يدعوها لأن تنام على كتفه «لأنك صرت مرتي» ويعدها في الغد بكل الأشياء الحلوة كعروس.
هل أنت مع مشروع زواج قريب؟
مشروع زواج حاضر وجاهر غير موجود، لكني نفسياً صرت أكثر تهيؤاً، كذلك على الصعيد الإجتماعي صرت أعيش ضرورة الزواج.
هذا يعني أنك كلما رأيت صبية قد تفكر بها كمشروع ملائم للزواج؟
لا أخفي عنك ذلك.
هل تلقيت دعوات للغناء في العراق؟
ثمة حديث في هذا الموضوع وإن لم تكن دعوة جدية. وهذا حدث منذ سنة.
هل تحب الغناء في العراق إن صار المشروع حقيقياً؟
لست بعيداً كثيراً عن هذه الأجواء. حتى بوجود المخاطرة، ثمة ما يحركني كفنان لأكون متواجداً في مطارح الناس غير القادرة على الحصول على الفن الذي تريده. الإتصال من إذاعات عراقية دائم بي، وكذلك التلفزيونات، وأحب أن أكون مع العراقيين ومن كل قلبي. أعتقد أني سآخذ قليلاً من المخاطرة على عاتقي وأغني في العراق.
هل جمهورك كبير في العراق؟
أعرف بوجود محبين كثر لي في العراق ولا أحب تسميتهم بالجمهور.
وأي أغنيات يحبونها؟
يحبون لوني بالكامل لأنه يحمل الشجن القريب من إحساسهم ووجدانهم.
هل يمكن أن تجدد أغنية عراقية؟
لمَ لا، التراث العراقي غني جداً، كذلك تشغلني الأغنيات المغربية والتونسية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]