المقال قديم من اكثر من سنة:
عبدالمحسن الضبعان
الألبوم: أنا والليل
عدد الأغاني: 10
تاريخ الاصدار: 2008
ربما لم يخطر على بال البعض أن يتساءل، لماذا التجارب الغنائية والموسيقية العربية الجادة شحيحة وربما معدومة إلى درجة ما؟ ولماذا لا يظهر بين الفينة والأخرى إلا واحد أو اثنان من المبدعين ليحدثوا زلزالاً جميلاً وهادئاً في هذا الركام الكبير؟! الفنان اللبناني مروان خوري يعد من هؤلاء المبدعين أصحاب ظاهرة الزلزال الجميل، فأعماله الأخيرة تتميز بروح غير معهودة، ورومانسية ليست جديدة لكنها تتميز بعفويتها وصدقها، بالإضافة إلى شموليته الفنية فهو شاعر وملحن، واستطاع مؤخراً أن يكرّس صورته كمغنٍ أيضاً.
درس مروان خوري الموسيقى في جامعة روح القدس في لبنان، وشارك في حفلات فنية كثيرة كعازف في فرق موسيقية قبل أن يبدأ العمل في التلحين، وتتفتح موهبته في هذا المجال. تعاون مع كثير من نجوم الأغنية اللبنانية مثل الفنانة ماجدة الرومي في أغنية (أحبك جداً) والفنانة نوال الزغبي في العديد من الأغاني مثل (الدلعونة) و(قلبي دق) والفنانة نجوى كرم في أغنية (بنوب)، وكان له بعض التجارب مع نجوم من الخليج والوطن العربي مثل تعاونه مع الفنان عبد المجيد عبدالله وطلال سلامة وعباس إبراهيم، وأيضاً الفنانة أصالة والفنان صابر الرباعي وغيرهم الكثير.
لكن تعاونه مع هذه الكوكبة من نجوم الأغنية المعاصرة يختلف بشكل ما عن خطه المستقل كمغنٍ والذي بدأه منذ منتصف التسعينات تقريباً، لكنه لم يتكرّس إلا عبر ألبومه الجميل (كل القصايد- 2004) الذي تميز في مزاج أغنياته وأشكالها وإيقاعها وأعطاه وميّزه بهذا اللون الجميل الذي استمر إلى ألبومه الآخر (قصر الشوق- 2006) والذي لم يبتعد عن أجوائه الحالمة والرومانسية، ولكن إذا عُدت هذه ميزة بسبب براعة مروان خوري وتفرده في الأغنية الرومانسية الحالمة إلا أن هذا الشريط لم يأت بشيء جديد وكان استمراراً للسابق كما قلت، والدليل هو أنه لم تتميز إلا أغنية واحدة فقط وهي أغنية (قصر الشوق) بينما حافظت بقية الأغاني على نفس ملامح شريطه (كل القصايد).
ألبومه الجديد (أنا والليل) الذي استحوذ على اهتمامه وانهمك في إعداده لفترة طويلة، وجعله ينشغل عن التلحين لمطربين آخرين، جاء كما تمناه عشاق مروان خوري، الكثير من الرومانسية، وفيه مزج الروح التراثية العربية الأصيلة بالروح المعاصرة. الألبوم احتوى على عشر أغانٍ، ثمانية أعمال تفرد فيها مروان خوري كتابة وتلحيناً وهي (أنا والليل) و(لو فيي) و(أولك) و (ليل مبارح) و(خاينة) و(القرار) و(خليك) و(يارب)، أما الأغنيتان الباقيتان فالأولى (لولا الهوى) بالعربية الفصحى من كلمات الشاعرة جنان، والثانية الأغنية الرائعة (دواير) من كلمات الشاعر المصري الكبير عبدالرحمن الأبنودي وألحان مروان خوري أيضاً، وهذه الأغنية سبق وأن غناها خوري في الفيلم الشبابي المصري (أوقات فراغ) ولقيت نجاحاً كبيراً وأعاد طرحها في هذا الألبوم تلبية لرغبة الجمهور.
ويحتوي الشريط أيضاً على دويتو جميل بين مروان خوري والفنانة كارول سماحة في أغنية (يارب) والتي سبق وأن طرحت في ألبوم منوعات لشركة روتانا في عام 2007.وكعادة مروان خوري قدم وأعاد أغنيتي (ليل امبارح) و(يارب) في هذا الشريط على طريقة remix كما فعل سابقاً في ألبوم وأغنية (كل القصايد) حيث أعادها أيضاً على طريقة remix.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]