هل يرتبط ازدهار الأغنية الوطنية بالأحداث السياسية والأمنية والخضات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الكبرى التي يشهدها بلد ما؟ يبدو أن الجواب بالإيجاب في المنطقة العربية على وجه الخصوص، فما أن وضعت ثورة 25 يناير أوزارها حتى اندفع الفنانون إلى تحضير أغنيات تمجّدها.
أغنيات وطنية بالجملة تغني الوطن والشعب والثورة وتذكّر بمعاني الوطنية وروح الشهادة والتعلّق بالأرض... لكن إذا قصدنا التعمّق في كلماتها يتّضح لنا أنها تتشابه في مضمونها ولا روح صادقة فيها وكأنها مجرد رصف كلمات لا أكثر.
من جهة أخرى نتساءل: لماذا تنحصر الأغنية الوطنية بمناسبة ما ولا تظهر في وسائل الإعلام إلا في ظروف معينة وتغيب من ثم فترات طويلة؟ لماذا تتجاهلها شركات الإنتاج العربية ويركز الفنانون على الأغاني الرومانسية والإيقاعية التي يراد منها «هزّ الخصر»؟ لماذا يتذكر الفنانون ضرورة تقديم أغنية وطنية عندما يعيشون في بلدانهم حالات حرب أو فقدان شخصيات وطنية...؟
«الجريدة» استطلعت آراء فنانين لبنانيين حول هذه القضية.
وليد توفيق
يحضّر وليد توفيق أغنية وطنية جديدة سيطرحها قريباً في الأسواق تدعو إلى الوحدة بين اللبنانيين.يرى أن حبّ الوطن والدعوة إلى استقراره ووحدة شعبه والتغنّي بجماله مسائل أساسية على كل فنان الالتفات إليها بما أنه الأكثر تأثيراً في الناس، من هنا تتخذ الأغنية الوطنية أهمية خاصة في الحروب والتوترات الأمنية والتطورات السياسية. يقول توفيق: «يعبّر الفنان عن وجدان الشعب لدرجة أنه قد يُقتل بسبب مواقفه وكلمته وصوته، وإذا كانت للعمل السياسي توجهات معينة فإن الفنان هو الضمير الموّحد للجميع، الصوت المكمّل للإنسان، وحامل الوجع الحقيقي للناس».
يضيف توفيق أن الأغنية الوطنية قادرة على توحيد الانقسامات في الوطن العربي، لذا من الطبيعي أن يقبل عليها الفنانون راهناً في ظل الأحداث التي تعصف بهذه المنطقة من العالم من تونس إلى مصر إلى ليبيا، واصفاً إيّاها «باللفتة الجميلة» ومتمنياً عودة السلام والاستقرار إلى الدول العربية.
جوزف عطية
حقق جوزف عطية شهرة واسعة من خلال أغنية «لبنان رح يرجع» التي طرحها في بداية مشواره الفني ونال عنها جوائز من بينها الـ «موركس دور»، وهو يؤيد طرح أغنيات وطنية سواء في السلم أم في الحرب، على رغم صعوبة العثور على كلمات صادقة تعبر فعلاً عن طموحات الناس، يقول: «يطالبني الجمهور دائماً بمزيد من الأغنيات الوطنية، لكن بعد نجاح «لبنان رح يرجع» واحتلالها المراكز الأولى يصعب عليّ اختيار أغنية ثانية بسهولة».
يضيف عطية: «الوطن حاضر بقوة في أعماقنا سواء في السلم أم في الحرب، علماً أن ثمة مناسبات تفرض نفسها وتدفع الفنانين إلى تقديم أغنية وطنية. بالنسبة إلي، في حال أردت تقديم أغنية جديدة فلن تكون في إطار مناسبة معينة، الوطن هو فرح وسعادة وفخر على الدوام».
يتمنى عطية أن يطلع فجر السلام والوئام على العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه وأن تتوقف إسالة الدماء الذكية على أراضيه.
مروان خوري
قدّم مروان خوري في ألبومه الجديد «راجعين» أغنيتين وطنيتين: «مش خايف على لبنان» و{الحدود»، وهو يؤيد فكرة أن الأغنية الوطنية لا وقت محدداً لها على رغم أن ثمة أحداثاً طارئة تفرض تقديم أغنيات وطنية تكون خير معبّر عنها.
لا يهتمّ خوري بالسياسة لكنه يؤمن بالوطن والإنسان القادر على حماية أرضه، ويرى أن زمن الأناشيد الحماسية انحسر لأن التجارب الصعبة التي يمرّ بها المواطن سواء في لبنان أو في العالم العربي جعلته ينظر إلى الأمور بطريقة أكثر نضجاً بعيداً عن إثارة الغرائز، يقول: «أنا أغني للبنان كمواطن وليس كفنان. أردت تقديم حالة تجري في دمي وفي داخلي والتعبير عن خوفي وأملي في هذا البلد، لذلك اخترت طريقة تشبهني في التعبير».
يشدّد خوري على ضرورة أن تأخذ الأغنية الوطنية حقّها عبر وسائل الإعلام وأن تعود إلى وهجها السابق عندما كانت تحرّك الشعوب وتشعل الثورات... كذلك يتمنى السلام للبلاد العربية كافة وأن تصل الدول، التي تشهد اضطرابات، إلى برّ الأمان بأسرع وقت وأن تضع حداً لزهق الأرواح.
غسان صليبا
بما أن العمل الفني ينبع من الإحساس الداخلي، برأي غسان صليبا، من الطبيعي أن يصدر الفنان أغنيات وطنية إزاء ظروف خطرة قد يمرّ بها البلد، يقول: «تحمل الأغنية الوطنية في طياتها دعوة إلى الانتماء إلى الأرض ورفض القهر والظلم الاجتماعي، بالتالي ليس من الضروري أن ننتظر اندلاع الحرب لإطلاق أغنية وطنية».
يضيف صليبا: «يعيش الناس أزمات متلاحقة تثقل كاهلهم وتقضّ مضجعهم لذا نفهم توقهم إلى نسيانها بتفضيل الأغاني العاطفية التي تشكل متنفساً لهم على الأغاني الوطنية التي لا تقوى على تغيير مسار الأحداث».
إليسا
مع أن إليسا تجاهر بتأييدها لفريق 14 آذار ومُنعت من دخول إحدى الدول العربية بسبب موقفها، إلا أنها ترفض ركوب موجة الأغنيات الوطنية مبررة ذلك بأن لهذه الأخيرة أربابها وأي قضية وطنية هي أكبر من أي أغنية أو كلام.
توضح إليسا أنها تستطيع التعبير عن وجهة نظرها في أي قضية من خلال رأي معين أو المشاركة في احتفال أو تظاهرة، من هنا لن تخصص مصر بأغنية خلافاً لزميلاتها اللبنانيات، إلا أنها اعتبرت في حديث صحافي أن «ثورة 25 يناير» التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك حصلت بإرادة الشعب، مؤكدة أنها تقدّس حق الشعوب في تقرير مصيرها ومن واجب الأنظمة أن تحترم رغبات شعوبها وتطلعاتها نحو مستقبل أفضل.
راغب علامة
رغم أنه نجح في أداء الأغنيات الوطنية فإن راغب علامة يعتبر أن للأغنية الوطنية الملتزمة ناسها وأربابها، يقول: «من يزرع الحبّ كمن يقفل باب الإجرام والإرهاب، لذا نحن نؤدي رسالتنا من خلال نشر الحبّ وزرع المحبة ونترك الأغاني الملتزمة للمتخصصين فيها».
عاصي الحلاني
«بيروت عم تبكي» أولى خطوات عاصي الحلاني في الأغنية الوطنية بعيد استشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، فحققت نجاحاً وأضحت نشيداً مرافقاً لهذه المناسبة واستحقّ عليها جوائز نظراً إلى معانيها التي لامست مشاعر كل لبناني يتألم من الاغتيالات المروّعة التي طاولت وجوهاً سياسية.
بعد ذلك قدّم الحلاني «قوتنا بوحدتنا»، وهي رسالة موجهة إلى الشعب اللبناني لحثّه على الصمود أمام الأحداث التي تعصف به، و{قلّن إنّك لبناني»، و{بارودتي» التي يقول مطلعها: «بارودتي يا رفيقتي ويل اللي يطلّ قبالها، بصدر اللي يعادي ديرتي يحلالي طقع رصاصها، حنا سياج حدودك ديرتنا صقور الصحارى وما نهابا»، كذلك قدّم أغنية مسلسل «الشام العديّة»...
يرى الحلاني أن الفنان مقاوم بصوته وفنه خصوصاً أن للأغنية الوطنية وقعها عند الناس وتبث فيهم روح الثورة والاندفاع، ويؤكد ضرورة أن تعود الأغنية الوطنية إلى سابق عهدها في العالم العربي وأن تكون لها مساحة أكبر عبر الوسائل الإعلامية وأن يفرد لها الفنانون العرب مكانة أوسع في أعمالهم.
يضيف الحلاني: «تفرض أحداث وطنية على الفنان أن يطرح أغنية وطنية لكن لا يعني ذلك أن هذه الأخيرة يجب أن ترتبط بظرف أو مناسبة، فتحية الوطن واجب على الدوام»، ويتابع: «الفنان، وقت المحن، هو جندي يدافع عن الوطن ويحميه متسلحاً بصوته الذي يتجاوز الحدود والعقبات ويصل إلى كل اتجاه إذا كان ينبض بكلمة صادقة نابعة من قلبه وإيمانه برسالته. أعشق تراب وطني وأعتزّ به».
يعتبر الحلاني أن عبد الحليم حافظ ووديع الصافي وفيروز وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من كبار النجوم الذي غنوا لأوطانهم ولشعوبهم هم قدوة له لأنهم لم يترددوا أبداً، أمام الاستحقاقات الوطنية، من أن يكونوا ثواراً يخدمون بأغانيهم قضية وطنهم وينشرون السلام.
زين العمر
نجح زين العمر في أغنيته الوطنية «شو عملتلي بالبلد» (ألحان زياد بطرس) لمعانيها الجميلة التي تتحدث عن هجرة الشباب لوطنهم وهموم الشعب، كذلك طرح حديثاً أغنية وطنية جديدة بعنوان «بتفرق على حرف».
يهتم زين العمر بالأغنية الوطنية ويستغرق اختيار الكلمات المناسبة والألحان وقتاً أكبر من الأغنية العاطفية أو الشعبية، يلفت إلى أنه يحبّ أداء الأغاني الوطنية وأن الجمهور صدّقه عندما غنى «شو عملتلي بالبلد»، مشيراً إلى أن الأغنية الوطنية لا تقلّ شأناً عن الأغنية العاطفية ومتمنياً على كل فنان عربي الغناء لوطنه.
يضيف زين العمر: «شرف لي أن أغني ليس للبنان فحسب إنما للشعب العربي أيضاً عشت في الغربة وعانيت منها وأعرف تماماً معنى الوطن وقيمته».
سمير نخلة
يقارن الشاعر سمير نخلة بين وضع الأغنية الوطنية في الأمس ووضعها اليوم ويستنتج أن الأغنيات الحديثة تقوم على صف كلمات لا معنى لها وتندرج تحت شعار الأغنية الوطنية، يقول: «يجب أن تنبع الأغنية الوطنية من القلب وتحمل مفردات سهلة وجميلة ومعبرة لتجذب المستمع». لا يخفي نخلة أن الطلب على الأغنية الوطنية قليل لأن بعض الفنانين يربطها بمناسبات وأحداث معينة.
غسان شرتوني
الأغنيات الوطنية لا تعود بالربح على شركات الإنتاج لذلك تبتعد عنها، يؤكد غسان شرتوني صاحب شركة «ميوزك إز ماي لايف» ما يفسر لماذا ينتج الفنانون، الذين يقدمون هذا النوع من الأغنيات، على حسابهم الخاص.
يضيف شرتوني أن شركة الإنتاج تضم فنانين من الدول العربية كافة بالتالي من غير المعقول إنتاج أغنيات بهذا الكم لا تؤمن ولو ربحاً ضئيلاً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الكبرى التي يشهدها بلد ما؟ يبدو أن الجواب بالإيجاب في المنطقة العربية على وجه الخصوص، فما أن وضعت ثورة 25 يناير أوزارها حتى اندفع الفنانون إلى تحضير أغنيات تمجّدها.
أغنيات وطنية بالجملة تغني الوطن والشعب والثورة وتذكّر بمعاني الوطنية وروح الشهادة والتعلّق بالأرض... لكن إذا قصدنا التعمّق في كلماتها يتّضح لنا أنها تتشابه في مضمونها ولا روح صادقة فيها وكأنها مجرد رصف كلمات لا أكثر.
من جهة أخرى نتساءل: لماذا تنحصر الأغنية الوطنية بمناسبة ما ولا تظهر في وسائل الإعلام إلا في ظروف معينة وتغيب من ثم فترات طويلة؟ لماذا تتجاهلها شركات الإنتاج العربية ويركز الفنانون على الأغاني الرومانسية والإيقاعية التي يراد منها «هزّ الخصر»؟ لماذا يتذكر الفنانون ضرورة تقديم أغنية وطنية عندما يعيشون في بلدانهم حالات حرب أو فقدان شخصيات وطنية...؟
«الجريدة» استطلعت آراء فنانين لبنانيين حول هذه القضية.
وليد توفيق
يحضّر وليد توفيق أغنية وطنية جديدة سيطرحها قريباً في الأسواق تدعو إلى الوحدة بين اللبنانيين.يرى أن حبّ الوطن والدعوة إلى استقراره ووحدة شعبه والتغنّي بجماله مسائل أساسية على كل فنان الالتفات إليها بما أنه الأكثر تأثيراً في الناس، من هنا تتخذ الأغنية الوطنية أهمية خاصة في الحروب والتوترات الأمنية والتطورات السياسية. يقول توفيق: «يعبّر الفنان عن وجدان الشعب لدرجة أنه قد يُقتل بسبب مواقفه وكلمته وصوته، وإذا كانت للعمل السياسي توجهات معينة فإن الفنان هو الضمير الموّحد للجميع، الصوت المكمّل للإنسان، وحامل الوجع الحقيقي للناس».
يضيف توفيق أن الأغنية الوطنية قادرة على توحيد الانقسامات في الوطن العربي، لذا من الطبيعي أن يقبل عليها الفنانون راهناً في ظل الأحداث التي تعصف بهذه المنطقة من العالم من تونس إلى مصر إلى ليبيا، واصفاً إيّاها «باللفتة الجميلة» ومتمنياً عودة السلام والاستقرار إلى الدول العربية.
جوزف عطية
حقق جوزف عطية شهرة واسعة من خلال أغنية «لبنان رح يرجع» التي طرحها في بداية مشواره الفني ونال عنها جوائز من بينها الـ «موركس دور»، وهو يؤيد طرح أغنيات وطنية سواء في السلم أم في الحرب، على رغم صعوبة العثور على كلمات صادقة تعبر فعلاً عن طموحات الناس، يقول: «يطالبني الجمهور دائماً بمزيد من الأغنيات الوطنية، لكن بعد نجاح «لبنان رح يرجع» واحتلالها المراكز الأولى يصعب عليّ اختيار أغنية ثانية بسهولة».
يضيف عطية: «الوطن حاضر بقوة في أعماقنا سواء في السلم أم في الحرب، علماً أن ثمة مناسبات تفرض نفسها وتدفع الفنانين إلى تقديم أغنية وطنية. بالنسبة إلي، في حال أردت تقديم أغنية جديدة فلن تكون في إطار مناسبة معينة، الوطن هو فرح وسعادة وفخر على الدوام».
يتمنى عطية أن يطلع فجر السلام والوئام على العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه وأن تتوقف إسالة الدماء الذكية على أراضيه.
مروان خوري
قدّم مروان خوري في ألبومه الجديد «راجعين» أغنيتين وطنيتين: «مش خايف على لبنان» و{الحدود»، وهو يؤيد فكرة أن الأغنية الوطنية لا وقت محدداً لها على رغم أن ثمة أحداثاً طارئة تفرض تقديم أغنيات وطنية تكون خير معبّر عنها.
لا يهتمّ خوري بالسياسة لكنه يؤمن بالوطن والإنسان القادر على حماية أرضه، ويرى أن زمن الأناشيد الحماسية انحسر لأن التجارب الصعبة التي يمرّ بها المواطن سواء في لبنان أو في العالم العربي جعلته ينظر إلى الأمور بطريقة أكثر نضجاً بعيداً عن إثارة الغرائز، يقول: «أنا أغني للبنان كمواطن وليس كفنان. أردت تقديم حالة تجري في دمي وفي داخلي والتعبير عن خوفي وأملي في هذا البلد، لذلك اخترت طريقة تشبهني في التعبير».
يشدّد خوري على ضرورة أن تأخذ الأغنية الوطنية حقّها عبر وسائل الإعلام وأن تعود إلى وهجها السابق عندما كانت تحرّك الشعوب وتشعل الثورات... كذلك يتمنى السلام للبلاد العربية كافة وأن تصل الدول، التي تشهد اضطرابات، إلى برّ الأمان بأسرع وقت وأن تضع حداً لزهق الأرواح.
غسان صليبا
بما أن العمل الفني ينبع من الإحساس الداخلي، برأي غسان صليبا، من الطبيعي أن يصدر الفنان أغنيات وطنية إزاء ظروف خطرة قد يمرّ بها البلد، يقول: «تحمل الأغنية الوطنية في طياتها دعوة إلى الانتماء إلى الأرض ورفض القهر والظلم الاجتماعي، بالتالي ليس من الضروري أن ننتظر اندلاع الحرب لإطلاق أغنية وطنية».
يضيف صليبا: «يعيش الناس أزمات متلاحقة تثقل كاهلهم وتقضّ مضجعهم لذا نفهم توقهم إلى نسيانها بتفضيل الأغاني العاطفية التي تشكل متنفساً لهم على الأغاني الوطنية التي لا تقوى على تغيير مسار الأحداث».
إليسا
مع أن إليسا تجاهر بتأييدها لفريق 14 آذار ومُنعت من دخول إحدى الدول العربية بسبب موقفها، إلا أنها ترفض ركوب موجة الأغنيات الوطنية مبررة ذلك بأن لهذه الأخيرة أربابها وأي قضية وطنية هي أكبر من أي أغنية أو كلام.
توضح إليسا أنها تستطيع التعبير عن وجهة نظرها في أي قضية من خلال رأي معين أو المشاركة في احتفال أو تظاهرة، من هنا لن تخصص مصر بأغنية خلافاً لزميلاتها اللبنانيات، إلا أنها اعتبرت في حديث صحافي أن «ثورة 25 يناير» التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك حصلت بإرادة الشعب، مؤكدة أنها تقدّس حق الشعوب في تقرير مصيرها ومن واجب الأنظمة أن تحترم رغبات شعوبها وتطلعاتها نحو مستقبل أفضل.
راغب علامة
رغم أنه نجح في أداء الأغنيات الوطنية فإن راغب علامة يعتبر أن للأغنية الوطنية الملتزمة ناسها وأربابها، يقول: «من يزرع الحبّ كمن يقفل باب الإجرام والإرهاب، لذا نحن نؤدي رسالتنا من خلال نشر الحبّ وزرع المحبة ونترك الأغاني الملتزمة للمتخصصين فيها».
عاصي الحلاني
«بيروت عم تبكي» أولى خطوات عاصي الحلاني في الأغنية الوطنية بعيد استشهاد رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، فحققت نجاحاً وأضحت نشيداً مرافقاً لهذه المناسبة واستحقّ عليها جوائز نظراً إلى معانيها التي لامست مشاعر كل لبناني يتألم من الاغتيالات المروّعة التي طاولت وجوهاً سياسية.
بعد ذلك قدّم الحلاني «قوتنا بوحدتنا»، وهي رسالة موجهة إلى الشعب اللبناني لحثّه على الصمود أمام الأحداث التي تعصف به، و{قلّن إنّك لبناني»، و{بارودتي» التي يقول مطلعها: «بارودتي يا رفيقتي ويل اللي يطلّ قبالها، بصدر اللي يعادي ديرتي يحلالي طقع رصاصها، حنا سياج حدودك ديرتنا صقور الصحارى وما نهابا»، كذلك قدّم أغنية مسلسل «الشام العديّة»...
يرى الحلاني أن الفنان مقاوم بصوته وفنه خصوصاً أن للأغنية الوطنية وقعها عند الناس وتبث فيهم روح الثورة والاندفاع، ويؤكد ضرورة أن تعود الأغنية الوطنية إلى سابق عهدها في العالم العربي وأن تكون لها مساحة أكبر عبر الوسائل الإعلامية وأن يفرد لها الفنانون العرب مكانة أوسع في أعمالهم.
يضيف الحلاني: «تفرض أحداث وطنية على الفنان أن يطرح أغنية وطنية لكن لا يعني ذلك أن هذه الأخيرة يجب أن ترتبط بظرف أو مناسبة، فتحية الوطن واجب على الدوام»، ويتابع: «الفنان، وقت المحن، هو جندي يدافع عن الوطن ويحميه متسلحاً بصوته الذي يتجاوز الحدود والعقبات ويصل إلى كل اتجاه إذا كان ينبض بكلمة صادقة نابعة من قلبه وإيمانه برسالته. أعشق تراب وطني وأعتزّ به».
يعتبر الحلاني أن عبد الحليم حافظ ووديع الصافي وفيروز وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وغيرهم من كبار النجوم الذي غنوا لأوطانهم ولشعوبهم هم قدوة له لأنهم لم يترددوا أبداً، أمام الاستحقاقات الوطنية، من أن يكونوا ثواراً يخدمون بأغانيهم قضية وطنهم وينشرون السلام.
زين العمر
نجح زين العمر في أغنيته الوطنية «شو عملتلي بالبلد» (ألحان زياد بطرس) لمعانيها الجميلة التي تتحدث عن هجرة الشباب لوطنهم وهموم الشعب، كذلك طرح حديثاً أغنية وطنية جديدة بعنوان «بتفرق على حرف».
يهتم زين العمر بالأغنية الوطنية ويستغرق اختيار الكلمات المناسبة والألحان وقتاً أكبر من الأغنية العاطفية أو الشعبية، يلفت إلى أنه يحبّ أداء الأغاني الوطنية وأن الجمهور صدّقه عندما غنى «شو عملتلي بالبلد»، مشيراً إلى أن الأغنية الوطنية لا تقلّ شأناً عن الأغنية العاطفية ومتمنياً على كل فنان عربي الغناء لوطنه.
يضيف زين العمر: «شرف لي أن أغني ليس للبنان فحسب إنما للشعب العربي أيضاً عشت في الغربة وعانيت منها وأعرف تماماً معنى الوطن وقيمته».
سمير نخلة
يقارن الشاعر سمير نخلة بين وضع الأغنية الوطنية في الأمس ووضعها اليوم ويستنتج أن الأغنيات الحديثة تقوم على صف كلمات لا معنى لها وتندرج تحت شعار الأغنية الوطنية، يقول: «يجب أن تنبع الأغنية الوطنية من القلب وتحمل مفردات سهلة وجميلة ومعبرة لتجذب المستمع». لا يخفي نخلة أن الطلب على الأغنية الوطنية قليل لأن بعض الفنانين يربطها بمناسبات وأحداث معينة.
غسان شرتوني
الأغنيات الوطنية لا تعود بالربح على شركات الإنتاج لذلك تبتعد عنها، يؤكد غسان شرتوني صاحب شركة «ميوزك إز ماي لايف» ما يفسر لماذا ينتج الفنانون، الذين يقدمون هذا النوع من الأغنيات، على حسابهم الخاص.
يضيف شرتوني أن شركة الإنتاج تضم فنانين من الدول العربية كافة بالتالي من غير المعقول إنتاج أغنيات بهذا الكم لا تؤمن ولو ربحاً ضئيلاً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]