[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
{ لنعد أولاً إلى بداياتك }
ــ الغناء كان دائما في بالي. كانت لي بعض المحاولات الغنائية الخجولة، لكن العائق الإنتاجي كان يحول دون توسعي أكثر فالإنتاج يلعب دوراً كبيراً في إظهار الفنان وانتشار أعماله. ركزت على إبراز نفسي من خلال ما توافر لدي من مواهب ولم أكن اعتبر البتة أن في ذلك انتقاصاً من قيمتي كفنان، لكن ظل حلم الغناء يراودني حتى قدمت عام 2002 أول ألبوم غنائي عنوانه «خيال العمر»، إنتاج شركة «ريلاكس إن»، لكن هذه الشركة لم تستطع الاستمرار فقدمت الألبوم الثاني مع شركة «روتانا» وكان «كل القصايد» الذي حقق نجاحاً كبيراً وشكل الانطلاقة الفعلية لي غنائياً. برز لوني الغنائي للناس، وهو اللون الرومانسي الذي حفظته لنفسي كهوية تميزني عن باقي الأصوات الجميلة، كما اختبرت محبة الناس من خلال التفاعل معهم على المسرح وكان شعوراً رائعاً.
{ بمن تأثرت من الفنانين ومن كان مثلك الأعلى؟
ــ على صعيد الغناء، تأثرت كثيراً بالعندليب الراحل عبد الحليم حافظ، خاصة لناحية اللون الغنائي الذي اخترته. أحببت شخصيته وغناءه التعبيري. أما موسيقياً فتأثرت بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب فهو رمز فني كبير. لكنني لم أحاول تقليد أحد أو التمثّل بأحد لأن التقليد يوقع الفنان أسير الشخص الذي يقلده. أردت أن أكون فناناً شاملاً ومتميزاً. الثقافة تفرض نفسها على الفن، رغم أن الموهبة هي الأساس وتسيطر في النهاية. هناك عدد كبير من المواهب التي لم تكن على قدر كبير من العلم، لكنها تركت علامة وبصمة مميزة. يجب أن تقترن الموهبة بالعلم والثقافة، وبالنسبة إلى ذاكرتي مثقلة بالإرث الفني القديم وأنا محظوظ جداً إذ عاصرت جزءاً من مرحلة الفن القديم وأحزن لأن الجيل الجديد لم يعاصرها.
{ تردنا ألحانك إلى ذاك الماضي الجميل. إلى أي مدى يجب أن تكون الأغنية الراهنة مرتبطة بأغنية الماضي؟
ــ ألحاني مرتبطة ومستوحاة، من دون أن أقصد، بالماضي، ربما لأنني كما قلت عاصرت جزءاً من تلك المرحلة. لا بد من أن يكون هناك توازن بين الماضي والحاضر فالبقاء في الماضي يعزلنا عن الحاضر، كما أن الحاضر لا يمكن عزله عن الماضي لأن لكل شيء أصل وجذور. يهمني كثيراً أن أنال احترام الكبار، إنما يهمني أيضاً أن يسمعني ويردد أغانيّ أبناء الجيل الجديد لأنهم مستمعو المستقبل ولدي إيمان بأن الفن تواصل بين الماضي والحاضر، لكن ويا للأسف، الجزء الأكبر من الفن الراهن مفصول تماماً عن الماضي.
{ ما رأيك في ما يحصل اليوم على الساحة الفنية؟
ــ الإعلام يلعب دوراً كبيراً في تسويق نوع معين من الفن، وليس هناك أي إحساس بالمسؤولية لدى الذين يقدمون هذا النوع من الأغاني الرخيصة, فحين يقدم الفنان عملاً معينا للجمهور يجب أن يكون مسؤولاً أمامه وما يحصل اليوم عنوانه العريض الاستسهال. القيمون على شركات الإنتاج ليسوا متخصصين في الموسيقى بل هم أشخاص متمولون وبعيدون تماماً عن كل ما له علاقة بالفن.
الفن جزءان، جزء حضاري وثقافي وجزء ربحي تجاري، صناعة ككل الصناعات. لكن المشكلة تكمن في أن نرى الفن من الجانب المادي فحسب. وبما أن منتجي اليوم تجار فهم يفرضون شروطهم على الفنانين في نوعية الأعمال وبالتالي يتحكمون في أذواق الناس. ومع أن الجزء الأكبر من الناس يجري وراء الأسهل والأسرع، أعوّل على فئة مهمة موجودة في كل عصر، هي النخبة. في السابق كان الفنانون يتوجهون إلى النخبة التي تعود فتفرض ذوقها. ما يحصل اليوم هو العكس و يتوجه الإعلام نحو الكثرة لا نحو النخبة. إنها لعبة استنزاف والفنانون مشاركون في هذه اللعبة الخطيرة، ويا للأسف. لست ضد مراعاة ذوق الناس، لكن إلى حد معين، فهم لا يعرفون دائما ماذا يريدون ويتلقون أسرع وأسهل ما يقدم إليهم.
في السابق كان الفنانون يدركون أهمية مراعاة الناس لذا كانوا يقدمون فناً جميلاً وسهلاً إلى حد ما، ليتمكنوا من إيصاله إلى الفئة الأكبر، لكن مع الالتزام بمعايير معينة من الرقي.
تدخل الرئيس جمال عبد الناصر شخصياً بين السيدة أم كلثوم والموسيقار عبد الوهاب حين لحن لها أغنية «إنت عمري» فقد كان الرئيس عبد الناصر يولي الفن اهتماماً كبيراً وكان ذلك يقربه شعبياً من الناس.
{ مع من تعاملت من شركات الإنتاج؟
- بدأت مع «ميوزيك بوكس ريلاكس إن» وكان التعامل كما ذكرت قصيراً أما التعامل الفعلي فكان مع شركة «روتانا».
{ لِمَ انفصلت عن «روتانا»؟
ــ لأن العقد انتهى.
{ فقط لأن العقد انتهى أم لأسباب أخرى؟ خاصة أن «روتانا» تروّج في جزء كبير من إنتاجها لفن رخيص؟
- لا أريد الذم بأحد، لكن «روتانا» شركة تجارية والمعيار الفني فيها ضئيل ويأتي في الدرجة الثانية.
{ كيف تستمر، في رأيك شركة مثل «روتانا» مع أن هناك من يقول إنها في خسارة دائمة؟
- أعتبر أن استمرارهم وقبولهم بالخسارة يعني أن هناك تغطية من مصدر آخر، وأظن أن ذلك المصدر بات معروفا لدى الجميع. أودّ أن ألفت هنا إلى أن شركات الإنتاج لم تعد تحقق أرباحا كما في السابق لأن «السي دي» و «الأوديو» سقطا بوجود القرصنة عبر الإنترنت، ما أدى إلى تراجع المبيعات.
{ هل نحن في حاجة إلى ثورة فنية على الواقع الحالي؟
- سأذكر هنا على سبيل المثال الثورة التي اندلعت في مصر، أعتبر أن هذه الثورة لم تكن فقط ثورة ضد شخص أو نظام بل ثورة شاملة سياسية واقتصادية واجتماعية وفنية، ولدي أمل كبير أنها الثورة ستعيد الفن والموسيقى في مصر إلى ما كانا عليه في السابق.
الموسيقى وحدها لا تغير شيئاً بل هي نتيجة. أي بلد في العالم يمكن معرفة حضارته وثقافته من خلال الإطلاع على موسيقاه. فالانحطاط ينسحب على كل شيء، وخاصة الثقافة والفن. آمل في تغيير عام على الصعد كافة لينعكس الأمر على الموسيقى، أما حاليا فليس هناك بديل سوى أن يعي الفنانون خطورة ما يجري وتقديم فن جيد يحترم الناس وأذواقهم، بالإعتماد على المقومات الأساسية وهي الكلمة واللحن والصوت، إضافة إلى الشكل الذي أصبح ضرورياً في عصرنا.
{ كتبت ولحّنت لعدد كبير من الفنانين والفنانات، حتى أن أغانيك ساهمت في انطلاق بعضهم. لمن تحب أن تكتب وتلحن بين الذين لم تتعاون معهم بعد؟
ــ الحمدلله، تمكنت خلال مسيرتي الفنية من تحقيق نجاح وتميّز في الوطن العربي. بالنسبة إلى الأسماء التي لم أتعاون معها بعد التقيت حديثاً الفنان هاني شاكر والسيدة ميادة الحناوي والفنانة شيرين، على أمل أن يحصل تعاون بيننا، لكن الظروف لم تنضج بعد وآمل في أن يحصل ذلك قريباً.
{ حين تكتب أغنية ما، هل يكون حاضراً في ذهنك الفنان أو الفنانة التي ستغنيها؟
ــ بالتأكيد، لكل فنان شخصيته ونوع معين من الأغاني التي تليق به وبصوته. أذكر مثلا أغنية «حدودي السما» التي لم أتخيل أن تغنيها فنانة غير كارول سماحة لأنها تعبر عن شخصيتها. أما الفنانة إليسا فأذهب نحوها بأغان أكثر رومانسية مثل «بتمون وغيرها» من الأغاني القريبة من شخصيتها.
{البعض يقول إن ثمة تكراراً لديك في بعض الجمل الموسيقية، ما رأيك؟
ــ هذا أمر طبيعي لدى أكبر الفنانين ولا يقلقني.
{ تعاونت مع أصوات مميزة مثل وردة الجزائرية، أصالة،صابر الرباعي وغيرهم من الأصوات المهمة.
لو كانت السيدة أم كلثوم موجودة هل كنت تستطيع أن تلحن لها؟
ــ أحب هذا التحدي. في داخلي مخزون موسيقي كبير لم أترجمه حتى الآن. أستطيع القول أنني مقموع موسيقياً، لكن لا أستطيع أن أخالف السوق بل أحاول أن أقيم شيئاً من التوازن. أتمنى أن يأتي الوقت الذي أستطيع فيه تفجير كل طاقاتي الموسيقية الحقيقية.
{ ماذا يعني المسرح لك؟ لو أردت تقديم عمل مسرحي بمن تستعين؟
ــ المسرح هو المكان الأمثل والأقرب للتواصل مع الجمهور عن طريق الرابط القوي، الموسيقى. أما إذا أردت تقديم عمل مسرحي غنائي فأفضل ألا يكون درامياً، أي غناء من دون حوار، وأتمنى أن يكون من إخراج الأستاذ ريمون جبارة وأن يكون التأليف الموسيقي كاملاً. أما على صعيد الفنانين فأحب أن يكون من بطولة غسان صليبا وكارول سماحة.
{ هل عرض عليك التمثيل في أعمال درامية لبنانية؟
ــ في الحقيقة، لا أتابع الأعمال الدرامية اللبنانية الجديدة التي تراجعت كثيراً بسبب الحرب وعدم معرفة المنتجين بأمور الفن. المشاركة في أعمال درامية فلست ضدها تحديداً، لكن أين هي القصة المناسبة؟ لدينا كتاب رائعون لكنهم لا يقبلون التماشي مع عالم الدراما اليوم.
{ بين الأغاني التي قدمتها إلى فنانين أو تلك التي غنيتها، أي منها الأكثر رسوخاً في ذاكرتك؟
ــ «كل القصايد» لأنها كانت انطلاقتي الفعلية و»معقول» لفضل شاكر و»تطلع فيي» لكارول سماحة و»الدلعونة « لنوال الزغبي و»علقتني» لريدا بطرس.
{ هل هناك أغان لم تأخذ حقها في رأيك؟
- بلا هناك أغنية «حلوة الحياة» التي غنيتها أنا وأغنية «بنوب» لنجوى كرم.
{غنيت من كلمات الشاعر المصري الكبير عبد الرحمن الأبنودي، هل سيكون هناك تعاون بينكما مجدداً؟
- إنه شاعر كبير وغنيت من كلماته أغنية «دواير», اتصلت به قبل أيام لتهنئته بما حصل في مصر وبمواقفه الجريئة دائماً ووعدني بكلام أغنية.
{ تقول دوماً في تصريحاتك، وفي إحدى أغانيك أيضاً، أنك لست خائفاً على لبنان. من أين اطمئنانك؟
- لا أخاف على لبنان ككيان لأن اللبنانين سيدافعون عنه عند الضرورة لكني أخاف على القيم اللبنانية وأخاف من ثقافة الإنقسام السائدة. لا أنتمي إلى أي جهة سياسية بل إلى هذا الوطن، مع أنني قد أذهب بإحساسي في اتجاه معين.
{ ما رأيك في اصطفاف بعض الفنانين في جهة معينة؟
ــ الفنان ليس مضطراً إلى مسايرة أحد فالناس معه ويجب أن نتخذ مثالاً الرحابنة والسيدة فيروز في هذا المجال. ومع احترامي الشديد للفنانة جوليا بطرس والفنان مارسيل خليفة، فإن أخذهم في اتجاه معين أمر غير منطقي لأن الفنان له رسالة وطنية وإنسانية، والإنسان أسمى وأعلى من كل المواقف السياسية وعبرت عن ذلك في أغنية «الحدود».
{ هل تتوقع اندلاع ثورة في لبنان على غرار ما يحصل في دول عربية أخرى؟
- المشكلة في لبنان هي أن اللبنانيين لا يثورون ضد الزعماء والحكام بل معهم. أسأل: لمَ لا يثورون من أجل لقمة العيش والبنزين وغيرها من متطلبات الحياة.
على الجيل الجديد أن يتولى هذه المهمة وأن يعي خطورة الاصطفافات الموجودة من دون التأثر بالخارج والتعويل عليه، وخاصة الغرب، فهذا الغرب لن يقدم إلينا شيئاً و»حلنا نعرف وين موقع لبنان العربي المقاوم.»
{ ما جديدك؟
ــ أغنية «دويتو» مع فنانة جديدة ستنطلق من خلال هذه الأغنية وعنوانها «بعشق روحك».
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
عدل سابقا من قبل اميرة الشوق في الإثنين 21 مارس 2011, 2:43 am عدل 1 مرات