...ان من افجع الحقائق في الحياة الانسانية ان الناس يميلون
الى الهروب من الحياة ويلذ لهم ان يتمتعوا بالبعيد الذين
يحلمون به كانه زهرة في الافق اكثر من التذاذهم بشم الازاهير
الموضوعة بقرب نوافذ غرفهم ذاتها....قد تقول انه "الامل"
لكنه "النزوع الى الهروب"....واسمع ستيفن ليكون يقول: "ما
اعجب الانسان ....هذا الطفل البشري ...انه في صغره يتعجل
الفتوة...وفي فتوته يتلهف الى الشباب...فاذا غدا شابا صار
يتطلع الى الزواج ....حتى اذا تزوج صار يؤجل تمتعه بالحياة الى
ان يغدو شيخا....لكنه حين يشيخ تراه ينظر الى الوراء فيضحك من
نفسه على ضياع عمره سدى....وهو يندم لعجزه الان في شيخوخته عن
نيل الحياة التي كان ياملها من قبل ...انه دائما يتطلع الى
الامام ...ويقلق على المستقبل ...فلا يعيش وحين يفوته القطار
ينكفىء نادما على انه لم يحسن اللحاق به في وقته."
...اليس هذا هو الواقع؟
وهذه قصة اخرى غريبة بعض الشىء...ولكن القلق لم ينل من صاحبها
كثيرا او قليلا...
..."ايرل هاني" رجل يعاني من قرحة في الاثني عشري...تقيحت
وتورمت الى درجة ان اطباء ثلاثة استشارهم المستر هاني....اشاروا
عليه بكتابة وصية وطلبوا اليه ان لايقلق او ينزعج لشىء.....
ومن جراء هذه النصيحة ترك هاني وظيفة كبيرة كان يشغلها من قبل
وتدر عليه ربحا وفيرا....وقبع في بيته ينتظر الموت بين ساعة
اواخرى.....وفجاة اتخذ هاني قرارا مدهشا وخطيرا وغريبا في نفس
الوقت ....لقد كان من قبل يتمنى ان يطوف حول العالم ....والان
قال : مادمت ساعيش امدا قصيرا ....فلماذا لااقوم بهذه الرحلة
قبل ان ينتهي بي العمر ....وهكذا نظم وصية وصفى كل علاقاته مع
الاخرين وحجز لنفسه مكانا على باخرة فخمة تعبر المحيط الى
اوروبا ....وقد انتقى تلك الباخرة لانه يود ان يستمتع بالرفاهية
المطلقة للمرة الاخيرة من حياته....وكان يصحبه في الباخرة
تابوت فخم من الابنوس انفق على تزيينه وتمتينه الوف
الدولارات ....نعم..كان الربان والركاب يعجبون من رجل يشحن
تابوته معه....ولكن هاني لم يكن يبالي بما يسخرون....وعلى
العكس مما اوصاه الاطباء من عدم تناول الطعام الغليظ او
الشراب....فقد كان هاني يشرب على السفينة حتى الثمل...ولسان
حاله يقول: هذه اخر فرصة لي....فلاتمتع وكان يرقص ويقامر
احيانا....ويكتب بكل مايفعل الى اقربائه وواحد من اطبائه
الثلاثة ....وقد طاف هاني حول العالم وتمتع في" مماته" على راي
الاطباء ....اكثر مما فعل في حياته كلها...واخيرا عاد الرجل
الى بلده في الولايات المتحدة صحيحا معافى....فاستعاد وظيفته
السابقة التي لايزال يشغلها.
اتراه لو استسلم للقلق لم يفعل شيئا من هذا ....لاشك حينذاك ان
يكون الهم والكدر قد قتله ...وصدق حدس الاطباء ...لكنه لم يقلق
واثر الحياة ...فجادت له الحياة.....
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الى الهروب من الحياة ويلذ لهم ان يتمتعوا بالبعيد الذين
يحلمون به كانه زهرة في الافق اكثر من التذاذهم بشم الازاهير
الموضوعة بقرب نوافذ غرفهم ذاتها....قد تقول انه "الامل"
لكنه "النزوع الى الهروب"....واسمع ستيفن ليكون يقول: "ما
اعجب الانسان ....هذا الطفل البشري ...انه في صغره يتعجل
الفتوة...وفي فتوته يتلهف الى الشباب...فاذا غدا شابا صار
يتطلع الى الزواج ....حتى اذا تزوج صار يؤجل تمتعه بالحياة الى
ان يغدو شيخا....لكنه حين يشيخ تراه ينظر الى الوراء فيضحك من
نفسه على ضياع عمره سدى....وهو يندم لعجزه الان في شيخوخته عن
نيل الحياة التي كان ياملها من قبل ...انه دائما يتطلع الى
الامام ...ويقلق على المستقبل ...فلا يعيش وحين يفوته القطار
ينكفىء نادما على انه لم يحسن اللحاق به في وقته."
...اليس هذا هو الواقع؟
وهذه قصة اخرى غريبة بعض الشىء...ولكن القلق لم ينل من صاحبها
كثيرا او قليلا...
..."ايرل هاني" رجل يعاني من قرحة في الاثني عشري...تقيحت
وتورمت الى درجة ان اطباء ثلاثة استشارهم المستر هاني....اشاروا
عليه بكتابة وصية وطلبوا اليه ان لايقلق او ينزعج لشىء.....
ومن جراء هذه النصيحة ترك هاني وظيفة كبيرة كان يشغلها من قبل
وتدر عليه ربحا وفيرا....وقبع في بيته ينتظر الموت بين ساعة
اواخرى.....وفجاة اتخذ هاني قرارا مدهشا وخطيرا وغريبا في نفس
الوقت ....لقد كان من قبل يتمنى ان يطوف حول العالم ....والان
قال : مادمت ساعيش امدا قصيرا ....فلماذا لااقوم بهذه الرحلة
قبل ان ينتهي بي العمر ....وهكذا نظم وصية وصفى كل علاقاته مع
الاخرين وحجز لنفسه مكانا على باخرة فخمة تعبر المحيط الى
اوروبا ....وقد انتقى تلك الباخرة لانه يود ان يستمتع بالرفاهية
المطلقة للمرة الاخيرة من حياته....وكان يصحبه في الباخرة
تابوت فخم من الابنوس انفق على تزيينه وتمتينه الوف
الدولارات ....نعم..كان الربان والركاب يعجبون من رجل يشحن
تابوته معه....ولكن هاني لم يكن يبالي بما يسخرون....وعلى
العكس مما اوصاه الاطباء من عدم تناول الطعام الغليظ او
الشراب....فقد كان هاني يشرب على السفينة حتى الثمل...ولسان
حاله يقول: هذه اخر فرصة لي....فلاتمتع وكان يرقص ويقامر
احيانا....ويكتب بكل مايفعل الى اقربائه وواحد من اطبائه
الثلاثة ....وقد طاف هاني حول العالم وتمتع في" مماته" على راي
الاطباء ....اكثر مما فعل في حياته كلها...واخيرا عاد الرجل
الى بلده في الولايات المتحدة صحيحا معافى....فاستعاد وظيفته
السابقة التي لايزال يشغلها.
اتراه لو استسلم للقلق لم يفعل شيئا من هذا ....لاشك حينذاك ان
يكون الهم والكدر قد قتله ...وصدق حدس الاطباء ...لكنه لم يقلق
واثر الحياة ...فجادت له الحياة.....
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]