من طرف مروان خوري لـ «الموعد الفني»: «لم أسع وراء النجومية وأرفض الغناء في حفلات خاصة»
الاحد 1 ابريل 2007
زار الفنان الشامل مروان خوري المغرب مؤخرا للمشاركة في الاحتفاء بالمرأة، من خلال حفل خميسة، في أولى زيارة له إلى مراكش التي ألهمته أهازيج وإيقاعات «دقتها المراكشية» لتأليف وتلحين أغان بروح مغربية. وفي المدينة الحمراء، كان لنا معه اللقاء التالي:
> لنبدأ بالمشاكل، فقد ثارت في الآونة الأخيرة مشكلة حول أغنية «كرمالك» من ألبوم إليسا الأخير، بسبب غناء فنانة أخرى لها أياما قليلة قبل صدور الألبوم فما الذي حدث بالضبط ؟ >> تحدثت كثيرا عن هذا المشكل الذي نتج عن عدم وضوح الحكاية للجمهور، ولابأس أن أعود إليه من أجل إطلاع الجمهور المغربي على تفاصيله، فما حدث أنني سبق أن أعطيت أغنية «كرمالك» لمطربة من ليبيا قبل حوالي سنتين ونصف أو ثلاث سنوات. وأود هنا أن أوضح بأنه يحق، من حيث المبدأ، للشاعر والملحن أن يعطي أغنيته لأكثر من مغني، لكن، من الناحية الأخلاقية، لا يقوم المؤلف بذلك بل يترك للفنان الذي أخذها في البدء أن يستفيد منها. وقد سبق لي أن اتصلت بالفنانة الليبية التي أخذت مني الأغنية قبل فترة وطالبتها بأن تؤدي الأغنية لكي يسمعها الجمهور، فالملحن والمؤلف ينجزان الأغنية لكي تصل إلى الجمهور، وليس لأحد الحق في النهاية بأن يتركها حبيسة الأدراج، لكن هذه الفنانة لم تؤد الأغنية طيلة الفترة السابقة. ونتيجة لذلك، قررت، بعد إعلام الفنانة الليبية بالأمر، أن أعطي الأغنية لفنانة أخرى، فعلت ذلك بعدما أخبرت أيضا مدير أعمال الفنانة إليسا بما وقع حول الأغنية، أي بكوني سبق أن قدمتها لفنانة ليبية لكنها لم تؤدها، وبعد أن استمعت الفنانة إليسا للأغنية أحبتها. لم يحدث اتصال مباشر بيني وبين إليسا، لكن أفترض أن مدير أعمالها أخبرها بالأمر، كما أنني دونت ما وقع حول الأغنية في عقد التنازل الذي وقعته مع الشركة المنتجة وهي روتانا، ونتيجة ما قمت به كان من الطبيعي أن يكون خبر «سبق حصول» فنانة أخرى على الأغنية قد وصل إلى المطربة إليسا. > لكن إليسا أعلنت أنها فوجئت بنبأ إصدار الأغنية منفردة من قبل الفنانة الليبية أياما قليلة قبل صدور ألبومها، وتحديدا خلال تصويرها لفيديو كليب أستناك؟ >> أشك بأن يكون لا مدير أعمال إليسا ولا الشركة المنتجة لم يخبراها بما وقع سلفا. فإذا كنت قد أخبرت مدير أعمال إليسا بما حدث، ودونت ذلك من جديد بشكل كتابي في عقد التنازل للشركة المنتجة روتانا، ولم يقوما معا بإخبار إليسا، فمعنى ذلك أن مشكل إليسا هو مع محيطها وليس معي أنا. فقد قمت بما كان يفترض علي القيام به، وهو إعلام الطرف الثاني بكوني سبق أن أعطيت أغنية «كرمالك» لفنانة سابقة لم تقم بتأديتها. وقد نشأ الخلاف حين قامت الفنانة الليبية بإنزال الأغنية للسوق قبيل إصدار ألبوم بستناك لإليسا، وهي فعلت ذلك نكاية في إليسا وليس في مروان خوري، وإلا لماذا هذا الاختيار للتوقيت. > بعد قصر الشوق، لم نر جديدا لمروان خوري، لماذا تأخرت في إصدار ألبوم جديد؟ هل الأمر يعود لانشغالك بالتلحين؟ >> انشغالي بالتلحين هو أحد أسباب تأخري فقط، وأنا عادة ما أترك فترة سنة ونصف أو سنتين بين إصدار كل ألبوم ومعاودة إصدار ألبوم ثان. فبين ألبومي الأول الذي لا يعرفه كثيرا الجمهور وهو «خيال العمر» وبين ألبوم «كل القصايد» انتظرت حوالي السنتين، وكذلك كان الأمر بين «كل القصايد » وألبومي الأخير «قصر الشوق». ما يحدث أنني أستغرق وقتا لا بأس به لاختيار كل واحدة من أغنياتي، وهو أمر قد لا يكون في صالحي، لكنني لا أجد بدا من التأني للقيام باختيار جيد للأغنيات التي سأقدمها للجمهور. كما أن الوضع السياسي الذي عرفته لبنان مؤخرا أثر بدوره على سيرورة عملي الفني، لكني سأجتهد مستقبلا لئلا أتأخر في إصدار عمل جديد. > إذن، متى سنرى ألبوما جديدا لمروان خوري؟ >> أعتقد أن الأمر لن يتعدى، بمشيئة الله، أربعة أو خمسة أشهر لإصدار ألبومي المقبل. وفي انتظار ذلك، سأقوم بغناء أغنية على شكل دويتو مع إحدى الفنانات، نحن بصدد التحضير لهذا الثنائي والاتفاق على تفاصيله، الخطوة ليست مؤكدة بعد مائة بالمائة، لكننا في طور التحضير والإعداد لها. > من هي الفنانة التي ستشاركك الغناء في هذا الديو؟ ألم تتوفر من قبل الفرصة للغناء في شكل ثنائي؟ >> ستكون الفنانة كارول سماحة. وما حدث أنني انتظرت أن يتوفر الشخص المناسب والأغنية المناسبة لأداء أغنية ثنائية. > زيارتك هذه إلى المغرب ليست الأولى بالتأكيد؟ >> لا، فقد زرت المغرب مرات عديدة، لكنها المرة الأولى التي أزور فيها مدينة مراكش، في كل مرة حضرت للغناء كانت هناك قضية من القضايا، في مرة سابقة غنيت في مناسبة تخليد اليوم العالمي للسيدا واليوم أحضر من أجل قضية المرأة. قد يخمن البعض أن طبيعة الحياة تقتضي أن توجد المرأة والرجل في تعايش داخل المجتمع، لكن هذا التخمين غير صائب، لأن ثمة قضية اسمها قضية المرأة ينبغي أن نناضل كلنا من أجلها. وفي مجتمعاتنا العربية ينبغي أن نساند المرأة كثيرا. قبل فترة قصيرة، وتحديدا في الصيف الماضي، حضرت إلى المغرب من أجل إحياء حفلتين في مدينتي أكادير والدار البيضاء. > كيف يختار مروان أماكن ومناسبات الغناء؟ وهل يضع شروطا على الغناء في أماكن معينة كالفنادق مثلا؟ >> الأمكنة لا تشكل لدي عائقا أمام الغناء، فقد أغني في فندق إذا كان السياق والتصور مرتبين، ليس ثمة ما يمنعني من ذلك، لكنني - بدون أدنى شك - لا أتردد ولو للحظة في قبول الغناء لأجل خدمة قضايا معينة كقضية المرأة «دٌغري بوافق عالسريع » وبدون وضع شروط. وعدا الغناء لقضايا معينة، فإن تسعين بالمائة من حفلاتي هي عبارة عن مهرجانات. > هل معنى ذلك أنك ترفض الغناء في حفلات خاصة كما يفعل الكثير من المطربين؟ >> لا أغني بالمرة في حفلات خاصة، لحد الآن لم أستجب لدعوات إحياء حفلات خاصة. > هل تعارض الأمر من حيث المبدأ؟ >> الأمر لا يتعلق بمبدأ أتبنى العمل وفقه، فقد أوافق في يوم من الأيام على إحياء حفلة عرس أشعر بأنني سأكون مرتاحا للغناء فيها. لكن من حيث المبدأ، أرتاح أكثر للغناء في المهرجانات، لكونها تستوعب عددا كبيرا من الناس الذين يحبون الاستماع إلي دون أن يكلفهم ذلك إمكانيات مادية طائلة. > اشترطت ألا تغني في حفل خميسة بالبلاي باك، رغم أن الحفل يعتمد هذه التقنية كثيرا، لماذا؟ >> نعم، غنيت في حفل خميسة منفردا وأنا أعزف على البيانو، وقد أقبل الغناء بالبلاي باك في برامج التلفزيون، إذا كانت هناك ضرورة لاعتماد هذه التقنية، لكنني على المسرح أفضل إجمالا الغناء بشكل مباشر وحي. > التلحين أخذك لفترة من الغناء، فهل تهواه أكثر ؟ >> لا أدري ما إن كان الجمهور المغربي يعرف أنني في الأساس شاعر وملحن قبل أن أبدأ في الغناء وقد أخذني التلحين والتأليف الشعري من الغناء لسنوات، وليس هنالك شك بأن كل واحد من الأمرين يأخذني من الثاني. ففي لبنان، يعتبر بعض المطربين أن الغناء شغلني عن التلحين حتى أصبحوا يقولون إن مروان لم يعد يعطينا ألحانا لكونه انشغل بالغناء، والواقع أن الغناء يشغلني عن التلحين وهذا الأخير يشغلني بدوره عن الغناء، فهما يتجاذباني، وأود أن أوضح بأنه يعجبني أن أكون مغنيا مثلما يعجبني أن أكون شاعرا وملحنا. أعثر على ذاتي في الغناء وفي التلحين والتأليف الشعري أيضا. > ما مدى سعيك لأن تكون نجما بمواصفات النجم اليوم؟ >> لم أسع وراء النجومية، لكنني سعيت لأن أقدم أغاني بصوتي أنا، بحثت في وقت من الأوقات عن التواصل المباشر مع الناس، وهذا المبتغى حققه لي الغناء أكثر مما حققه لي التلحين. الغناء كان « حلو وجميل جدا» لأنه مكنني من أن ألتقي بوجوه المعجبين التي تقدم لي محبة، وهذه المحبة بدورها توفر لي، كفنان، تشجيعا كبيرا. > إذن التلحين لم يكن «كريما» معك مثلما كان الغناء؟ >> لا، التلحين أيضا كان كريما، لكنه لا يوفر ذلك التفاعل الذي يحدث للمغني عندما يكون على خشبة المسرح. > هل تضع شروطا على التعاون مع الأصوات الموجودة في الساحة الغنائية؟ وفي حالة الإيجاب ما هي هذه الشروط؟ >> الأمر لا يتعلق بشروط، لكنني أسميها «مواصفات تناسبني»، أولها أن يكون المغني يقدم أسلوبا غنائيا شبيها بأسلوبي، فلا يمكنني أن أقدم أغنية لفنان لا يشبهني بالمرة سواء من حيث أسلوب الغناء أو الصوت وهذا لا يعني أنني أنتقي الأصوات الكبيرة فقط لأتعامل معها، فأحيانا أختار أصواتا مبتدئة، وناعمة، وجميلة وصغيرة للتعاون معها وفي أحيان أخرى أختار أصواتا جبارة وكبيرة. يهمني أن أقدم في كل مرة عملا جديدا يناسب شخصيتي الموسيقية أنا كمروان خوري. لا أريد أن أذكر أسماء معينة، لكن ثمة أسماء فنية سوف تستنتجين لوحدك أنني لا يمكن أن أتعاون معها لأنها لا تناسبني. > سبق للفنانة الصاعدة رجاء قصابني أن صرحت لنا في أحد حواراتها بأنها سوف تتعاون معك، فأين وصل هذا التعاون؟ >> كان من المقرر أن أقدم عملا لرجاء في ألبومها الأول، لكن الظروف لم تسمح بذلك، فأرجأنا التعاون بيننا إلى الألبوم الثاني، وقد تعاونت مع أسماء مغربية صاعدة مثل المطربة حكمت في أغنية جميلة بعنوان «حاول»، كما تعاونت مع مطرب مغربي صاعد هو حاتم عمور الذي قدمت له أغنية، وهذه البداية في انتظار مشاريع تعاون أخرى، فكما ذكرت سابقا، ليس لدي مشكل في التعاون مع أصوات جديدة. > ما رأيك في نجمات الفيديو كليب اليوم، خاصة اللبنانيات؟ وكيف تفسر أن الجميع أصبح يدين المستوى الهابط لكثير من الفن الذي يقدم وفي الآن نفسه نجد أن هناك تشجيعا لهذا الفن المبتذل؟ الكل يدين ويشجع في الآن نفسه؟ >> معك حق، هذا ما يحدث بالضبط، وتفسيره في رأيي، أن جزءا من المجتمع - وليس الكل - يريد هذا النوع من الفن، إذ يجد أنه يريحه ويمتعه، وهناك انتقادات توجه لهذا الفن المبتذل، لكن لو لم يتوفر القبول به لما استمر في الوجود. وأحمل الإعلام، بكل وسائله خاصة المرئية والمسموعة، مسؤولية أكبر في استمرار وجود هذا الفن، لأن الإعلام يساعد في تسويق نوع معين من الفن والموسيقى، والأجدر أن يبث ويذيع كل أنواع الفن ويترك للناس أن تختار، لكن ما يحدث أن التركيز يقع على نوع معين من الفن، راقبي الإعلام وستجدين أن ثمة نوعا معينا من الفن يقدم، فليس من العدل أن نقول إن كل الناس تحب الأشياء الخفيفة وليس من العدل أيضا القول إن كل الناس تريد فنا من مستوى راق فقط. > هل تراودك فكرة أداء أو تلحين أغنية مغربية؟ >> هذا أمر وارد جدا، فكل ما من شأنه أن يوسع لي نطاق الموسيقى عندي يكون مهما وواردا أن أقوم به، وأود التأكيد على أنني كلما سمعت الإيقاعات والأهازيج المغربية أجدها غنية جدا ومختلفة عما نتوفر عليه في لبنان والشرق وأزداد تعلقا بفكرة أن أؤدي أغنية معتمدة على هذه الأهازيج، وقد تأكد لي هذا الأمر أكثر حاليا، حين سمعت في سهرة بمراكش أهازيج مغربية، فمن المؤكد أنني بعد سنة أو سنتين سوف أؤدي نمطا موسيقيا مبنيا على الروحية المغربية بالنمط والإيقاع، وقد لا تكون الكلمات مغربية لكن الإيقاع والنمط الموسيقي سيكونان مغربيين لا محالة، لا أريد أن أحدد وقتا لكن هذه الخطوة ستأتي بالتأكيد.
الاحد 1 ابريل 2007
زار الفنان الشامل مروان خوري المغرب مؤخرا للمشاركة في الاحتفاء بالمرأة، من خلال حفل خميسة، في أولى زيارة له إلى مراكش التي ألهمته أهازيج وإيقاعات «دقتها المراكشية» لتأليف وتلحين أغان بروح مغربية. وفي المدينة الحمراء، كان لنا معه اللقاء التالي:
> لنبدأ بالمشاكل، فقد ثارت في الآونة الأخيرة مشكلة حول أغنية «كرمالك» من ألبوم إليسا الأخير، بسبب غناء فنانة أخرى لها أياما قليلة قبل صدور الألبوم فما الذي حدث بالضبط ؟ >> تحدثت كثيرا عن هذا المشكل الذي نتج عن عدم وضوح الحكاية للجمهور، ولابأس أن أعود إليه من أجل إطلاع الجمهور المغربي على تفاصيله، فما حدث أنني سبق أن أعطيت أغنية «كرمالك» لمطربة من ليبيا قبل حوالي سنتين ونصف أو ثلاث سنوات. وأود هنا أن أوضح بأنه يحق، من حيث المبدأ، للشاعر والملحن أن يعطي أغنيته لأكثر من مغني، لكن، من الناحية الأخلاقية، لا يقوم المؤلف بذلك بل يترك للفنان الذي أخذها في البدء أن يستفيد منها. وقد سبق لي أن اتصلت بالفنانة الليبية التي أخذت مني الأغنية قبل فترة وطالبتها بأن تؤدي الأغنية لكي يسمعها الجمهور، فالملحن والمؤلف ينجزان الأغنية لكي تصل إلى الجمهور، وليس لأحد الحق في النهاية بأن يتركها حبيسة الأدراج، لكن هذه الفنانة لم تؤد الأغنية طيلة الفترة السابقة. ونتيجة لذلك، قررت، بعد إعلام الفنانة الليبية بالأمر، أن أعطي الأغنية لفنانة أخرى، فعلت ذلك بعدما أخبرت أيضا مدير أعمال الفنانة إليسا بما وقع حول الأغنية، أي بكوني سبق أن قدمتها لفنانة ليبية لكنها لم تؤدها، وبعد أن استمعت الفنانة إليسا للأغنية أحبتها. لم يحدث اتصال مباشر بيني وبين إليسا، لكن أفترض أن مدير أعمالها أخبرها بالأمر، كما أنني دونت ما وقع حول الأغنية في عقد التنازل الذي وقعته مع الشركة المنتجة وهي روتانا، ونتيجة ما قمت به كان من الطبيعي أن يكون خبر «سبق حصول» فنانة أخرى على الأغنية قد وصل إلى المطربة إليسا. > لكن إليسا أعلنت أنها فوجئت بنبأ إصدار الأغنية منفردة من قبل الفنانة الليبية أياما قليلة قبل صدور ألبومها، وتحديدا خلال تصويرها لفيديو كليب أستناك؟ >> أشك بأن يكون لا مدير أعمال إليسا ولا الشركة المنتجة لم يخبراها بما وقع سلفا. فإذا كنت قد أخبرت مدير أعمال إليسا بما حدث، ودونت ذلك من جديد بشكل كتابي في عقد التنازل للشركة المنتجة روتانا، ولم يقوما معا بإخبار إليسا، فمعنى ذلك أن مشكل إليسا هو مع محيطها وليس معي أنا. فقد قمت بما كان يفترض علي القيام به، وهو إعلام الطرف الثاني بكوني سبق أن أعطيت أغنية «كرمالك» لفنانة سابقة لم تقم بتأديتها. وقد نشأ الخلاف حين قامت الفنانة الليبية بإنزال الأغنية للسوق قبيل إصدار ألبوم بستناك لإليسا، وهي فعلت ذلك نكاية في إليسا وليس في مروان خوري، وإلا لماذا هذا الاختيار للتوقيت. > بعد قصر الشوق، لم نر جديدا لمروان خوري، لماذا تأخرت في إصدار ألبوم جديد؟ هل الأمر يعود لانشغالك بالتلحين؟ >> انشغالي بالتلحين هو أحد أسباب تأخري فقط، وأنا عادة ما أترك فترة سنة ونصف أو سنتين بين إصدار كل ألبوم ومعاودة إصدار ألبوم ثان. فبين ألبومي الأول الذي لا يعرفه كثيرا الجمهور وهو «خيال العمر» وبين ألبوم «كل القصايد» انتظرت حوالي السنتين، وكذلك كان الأمر بين «كل القصايد » وألبومي الأخير «قصر الشوق». ما يحدث أنني أستغرق وقتا لا بأس به لاختيار كل واحدة من أغنياتي، وهو أمر قد لا يكون في صالحي، لكنني لا أجد بدا من التأني للقيام باختيار جيد للأغنيات التي سأقدمها للجمهور. كما أن الوضع السياسي الذي عرفته لبنان مؤخرا أثر بدوره على سيرورة عملي الفني، لكني سأجتهد مستقبلا لئلا أتأخر في إصدار عمل جديد. > إذن، متى سنرى ألبوما جديدا لمروان خوري؟ >> أعتقد أن الأمر لن يتعدى، بمشيئة الله، أربعة أو خمسة أشهر لإصدار ألبومي المقبل. وفي انتظار ذلك، سأقوم بغناء أغنية على شكل دويتو مع إحدى الفنانات، نحن بصدد التحضير لهذا الثنائي والاتفاق على تفاصيله، الخطوة ليست مؤكدة بعد مائة بالمائة، لكننا في طور التحضير والإعداد لها. > من هي الفنانة التي ستشاركك الغناء في هذا الديو؟ ألم تتوفر من قبل الفرصة للغناء في شكل ثنائي؟ >> ستكون الفنانة كارول سماحة. وما حدث أنني انتظرت أن يتوفر الشخص المناسب والأغنية المناسبة لأداء أغنية ثنائية. > زيارتك هذه إلى المغرب ليست الأولى بالتأكيد؟ >> لا، فقد زرت المغرب مرات عديدة، لكنها المرة الأولى التي أزور فيها مدينة مراكش، في كل مرة حضرت للغناء كانت هناك قضية من القضايا، في مرة سابقة غنيت في مناسبة تخليد اليوم العالمي للسيدا واليوم أحضر من أجل قضية المرأة. قد يخمن البعض أن طبيعة الحياة تقتضي أن توجد المرأة والرجل في تعايش داخل المجتمع، لكن هذا التخمين غير صائب، لأن ثمة قضية اسمها قضية المرأة ينبغي أن نناضل كلنا من أجلها. وفي مجتمعاتنا العربية ينبغي أن نساند المرأة كثيرا. قبل فترة قصيرة، وتحديدا في الصيف الماضي، حضرت إلى المغرب من أجل إحياء حفلتين في مدينتي أكادير والدار البيضاء. > كيف يختار مروان أماكن ومناسبات الغناء؟ وهل يضع شروطا على الغناء في أماكن معينة كالفنادق مثلا؟ >> الأمكنة لا تشكل لدي عائقا أمام الغناء، فقد أغني في فندق إذا كان السياق والتصور مرتبين، ليس ثمة ما يمنعني من ذلك، لكنني - بدون أدنى شك - لا أتردد ولو للحظة في قبول الغناء لأجل خدمة قضايا معينة كقضية المرأة «دٌغري بوافق عالسريع » وبدون وضع شروط. وعدا الغناء لقضايا معينة، فإن تسعين بالمائة من حفلاتي هي عبارة عن مهرجانات. > هل معنى ذلك أنك ترفض الغناء في حفلات خاصة كما يفعل الكثير من المطربين؟ >> لا أغني بالمرة في حفلات خاصة، لحد الآن لم أستجب لدعوات إحياء حفلات خاصة. > هل تعارض الأمر من حيث المبدأ؟ >> الأمر لا يتعلق بمبدأ أتبنى العمل وفقه، فقد أوافق في يوم من الأيام على إحياء حفلة عرس أشعر بأنني سأكون مرتاحا للغناء فيها. لكن من حيث المبدأ، أرتاح أكثر للغناء في المهرجانات، لكونها تستوعب عددا كبيرا من الناس الذين يحبون الاستماع إلي دون أن يكلفهم ذلك إمكانيات مادية طائلة. > اشترطت ألا تغني في حفل خميسة بالبلاي باك، رغم أن الحفل يعتمد هذه التقنية كثيرا، لماذا؟ >> نعم، غنيت في حفل خميسة منفردا وأنا أعزف على البيانو، وقد أقبل الغناء بالبلاي باك في برامج التلفزيون، إذا كانت هناك ضرورة لاعتماد هذه التقنية، لكنني على المسرح أفضل إجمالا الغناء بشكل مباشر وحي. > التلحين أخذك لفترة من الغناء، فهل تهواه أكثر ؟ >> لا أدري ما إن كان الجمهور المغربي يعرف أنني في الأساس شاعر وملحن قبل أن أبدأ في الغناء وقد أخذني التلحين والتأليف الشعري من الغناء لسنوات، وليس هنالك شك بأن كل واحد من الأمرين يأخذني من الثاني. ففي لبنان، يعتبر بعض المطربين أن الغناء شغلني عن التلحين حتى أصبحوا يقولون إن مروان لم يعد يعطينا ألحانا لكونه انشغل بالغناء، والواقع أن الغناء يشغلني عن التلحين وهذا الأخير يشغلني بدوره عن الغناء، فهما يتجاذباني، وأود أن أوضح بأنه يعجبني أن أكون مغنيا مثلما يعجبني أن أكون شاعرا وملحنا. أعثر على ذاتي في الغناء وفي التلحين والتأليف الشعري أيضا. > ما مدى سعيك لأن تكون نجما بمواصفات النجم اليوم؟ >> لم أسع وراء النجومية، لكنني سعيت لأن أقدم أغاني بصوتي أنا، بحثت في وقت من الأوقات عن التواصل المباشر مع الناس، وهذا المبتغى حققه لي الغناء أكثر مما حققه لي التلحين. الغناء كان « حلو وجميل جدا» لأنه مكنني من أن ألتقي بوجوه المعجبين التي تقدم لي محبة، وهذه المحبة بدورها توفر لي، كفنان، تشجيعا كبيرا. > إذن التلحين لم يكن «كريما» معك مثلما كان الغناء؟ >> لا، التلحين أيضا كان كريما، لكنه لا يوفر ذلك التفاعل الذي يحدث للمغني عندما يكون على خشبة المسرح. > هل تضع شروطا على التعاون مع الأصوات الموجودة في الساحة الغنائية؟ وفي حالة الإيجاب ما هي هذه الشروط؟ >> الأمر لا يتعلق بشروط، لكنني أسميها «مواصفات تناسبني»، أولها أن يكون المغني يقدم أسلوبا غنائيا شبيها بأسلوبي، فلا يمكنني أن أقدم أغنية لفنان لا يشبهني بالمرة سواء من حيث أسلوب الغناء أو الصوت وهذا لا يعني أنني أنتقي الأصوات الكبيرة فقط لأتعامل معها، فأحيانا أختار أصواتا مبتدئة، وناعمة، وجميلة وصغيرة للتعاون معها وفي أحيان أخرى أختار أصواتا جبارة وكبيرة. يهمني أن أقدم في كل مرة عملا جديدا يناسب شخصيتي الموسيقية أنا كمروان خوري. لا أريد أن أذكر أسماء معينة، لكن ثمة أسماء فنية سوف تستنتجين لوحدك أنني لا يمكن أن أتعاون معها لأنها لا تناسبني. > سبق للفنانة الصاعدة رجاء قصابني أن صرحت لنا في أحد حواراتها بأنها سوف تتعاون معك، فأين وصل هذا التعاون؟ >> كان من المقرر أن أقدم عملا لرجاء في ألبومها الأول، لكن الظروف لم تسمح بذلك، فأرجأنا التعاون بيننا إلى الألبوم الثاني، وقد تعاونت مع أسماء مغربية صاعدة مثل المطربة حكمت في أغنية جميلة بعنوان «حاول»، كما تعاونت مع مطرب مغربي صاعد هو حاتم عمور الذي قدمت له أغنية، وهذه البداية في انتظار مشاريع تعاون أخرى، فكما ذكرت سابقا، ليس لدي مشكل في التعاون مع أصوات جديدة. > ما رأيك في نجمات الفيديو كليب اليوم، خاصة اللبنانيات؟ وكيف تفسر أن الجميع أصبح يدين المستوى الهابط لكثير من الفن الذي يقدم وفي الآن نفسه نجد أن هناك تشجيعا لهذا الفن المبتذل؟ الكل يدين ويشجع في الآن نفسه؟ >> معك حق، هذا ما يحدث بالضبط، وتفسيره في رأيي، أن جزءا من المجتمع - وليس الكل - يريد هذا النوع من الفن، إذ يجد أنه يريحه ويمتعه، وهناك انتقادات توجه لهذا الفن المبتذل، لكن لو لم يتوفر القبول به لما استمر في الوجود. وأحمل الإعلام، بكل وسائله خاصة المرئية والمسموعة، مسؤولية أكبر في استمرار وجود هذا الفن، لأن الإعلام يساعد في تسويق نوع معين من الفن والموسيقى، والأجدر أن يبث ويذيع كل أنواع الفن ويترك للناس أن تختار، لكن ما يحدث أن التركيز يقع على نوع معين من الفن، راقبي الإعلام وستجدين أن ثمة نوعا معينا من الفن يقدم، فليس من العدل أن نقول إن كل الناس تحب الأشياء الخفيفة وليس من العدل أيضا القول إن كل الناس تريد فنا من مستوى راق فقط. > هل تراودك فكرة أداء أو تلحين أغنية مغربية؟ >> هذا أمر وارد جدا، فكل ما من شأنه أن يوسع لي نطاق الموسيقى عندي يكون مهما وواردا أن أقوم به، وأود التأكيد على أنني كلما سمعت الإيقاعات والأهازيج المغربية أجدها غنية جدا ومختلفة عما نتوفر عليه في لبنان والشرق وأزداد تعلقا بفكرة أن أؤدي أغنية معتمدة على هذه الأهازيج، وقد تأكد لي هذا الأمر أكثر حاليا، حين سمعت في سهرة بمراكش أهازيج مغربية، فمن المؤكد أنني بعد سنة أو سنتين سوف أؤدي نمطا موسيقيا مبنيا على الروحية المغربية بالنمط والإيقاع، وقد لا تكون الكلمات مغربية لكن الإيقاع والنمط الموسيقي سيكونان مغربيين لا محالة، لا أريد أن أحدد وقتا لكن هذه الخطوة ستأتي بالتأكيد.
