مقابلة لقيتها وقراتها للغالي مروان حبيت تشوفوها
يعجبه لقب "فنان الرومنسية" لكنه يرفض أن يأسره...
مروان خوري: غنّيت الحب أكثر مما عشته!
اسمه لم يكن يوماً جديداً على عالم الفن، هو الذي تعامل مع كبار الفنانين في لبنان والوطن العربي، لكن يبدو أن عمله في الكواليس كجندي مجهول لم يرضِ طموحاته الكثيرة، فخرج الى دائرة الضوء معلناً ولادة نجم كبير، يحمل سلّة فنية متكاملة، حتى شبّهه البعض بـ "أبو فؤاد"... "ثلاثة بواحد"! إنه الفنان مروان خوري الفنان الرومنسي الحالم.
• عن عمله الأخير المعنون "أنا والليل" بدأنا لقاءنا معه بسؤاله عن الجديد الذي حاول تقديمه فيه، فقال:
ـ لا جديد بالمطلق، بل محاولات تجديد في الكلام واللحن المنتسب الى الجو نفسه الذي أعمل عليه، وفي الإخراج والتوزيع الموسيقي الذي حاولنا فيه الاقتراب من الأجواء الشبابية أكثر باستعمال آلات موسيقية مختلفة..
• هل شعرت ببعض الثغرات في هذا الألبوم؟
ـ كفنان لا يمكن أن أعطي نفسي علامة كاملة، لكن يمكن القول إني راضٍ عن هذا العمل الذي استغرق إنجازه حوالى عامين، والذي جاء مشغولاً بتفاصيله على قدر بساطته وتنويعه. وما لا شك فيه أنه كان يحتمل التنويع أكثر لو سمح لي الوقت. في كل الأحوال لا يمكن أن نضمّن العمل الواحد أفكارنا كلها، لأن عليه أن يحمل هوية معينة
• كم أغنية ستصوّر من هذا الألبوم؟
ـ ربما لا أستطيع تصوير أغنية واحدة كما أريد..
• ثمة نظرية تؤكد أن الصورة تكمل نقصاً ما في الأغنية، ولطالما جاءت أغنيتك جيدة، فهي ليست بحاجة الى دعم التصوير؟
ـ هذا ما أحاول العمل عليه اليوم، ومع هذا أقول: لماذا الطريق الصعبة دائماً من حصّتي؟ ولماذا يجب عليّ أن أسلك الطريق الطويلة؟ فالعمل الجيد والمتكامل يساعد على الانتشار الأسرع، وأنا راضٍ حتى اليوم بما حققه عملي من دون فيديو كليب.
• يدور جدل كبير بينك وبين الشركة حول هذا الموضوع؟
ـ للأسف، لا يمكن أن أنكر ذلك.
• تحاول الشركة توفير الميزانية؟
ـ أنا أقدّر مشاكل الإنتاج، لأني أعرف تفاصيل العمل ومراحله الشاقة، لكني لا أفهم أن يتوافر فجأة إنتاج ضخم لأحد الفنانين في الشركة، لينحسر بعدها مع الآخرين. عدم المساواة هو المشكلة، وليس أي شيء آخر، فأنا أرضى بأي شكل يساويني مع زملائي.
• خصوصاً أنك شاعر وملحن ومغنّ؟
ـ أيضاً عملي لا يكلّف، وأقولها من دون خجل. ولا أحزن إذا كان معيار العمل الفني هو النجاح الشعبي، فإذا جاء العمل جيداً إذاً، ومرغوباً في الأسواق، لم لا يُنفق عليه أكثر؟ عموماً لا أحب الغوص كثيراً في هذا الموضوع، بل أفضل اختصار الفكرة بكلمة، وهي أنه بعد نجاح ديو "يا رب" مع الفنانة كارول سماحة، من غير الجائز أن يصدر أي عمل لي بمستوى أقل.
مع الديكتاتورية!
• أخبرتنا كارول أنك تعدّ لها عملاً جديداً؟
ـ بالضبط.
• هل من ديو جديد معها؟
ـ ربما يكون ثمة ديو جديد مع فنان شاب.
• ألا تخاف وجود فنان معك؟
ـ عندما غنيت مع كارول، غنى كل واحد بشخصيته، وهذا جمال الديو بعيداً عن أداء الطرفين الأغنية على الموجة نفسها.
لكن قد تحصل بعض المشاكل في الدويتوهات؟
ـ الفنان الذكي هو الذي يستفيد من إيجابيات هذه "اللعبة"، فإذا نجح الديو، يتقاسم الطرفان النجاح معاً.
• ذكرت بأنك قد تعتمد سياسية "السينغل" إذا أنتجت لنفسك، فهل تفكر بالموضوع جدياً؟
ـ ولمَ لا؟ إذا وصلت الى طريق مسدود. وقد أنهي عملي مع الشركة بحب ووفاق. وقد أصل الى مكان لا أفكر فيه بالعمل مع شركة ثانية، لأن سياسة الشركات متشابهة، ولا يمكن أن نكذب على بعضنا، فهم يبتغون الربح، لأن مردود الألبومات اليوم لم يعد كافياً.
• ما المعيار الأساسي لنجاح الفنان اليوم؟
ـ رغم مشاكل سوق الكاسيت، يبقى ثمة حد أدنى من المبيعات التي تُظهر نجاح الفنان، من الطلب على الرنّات والديجيتال. وعلى فكرة هذه أمور أنا شريك أساسي بها، لأني ملحن وشاعر، ويبقى المعيار الأساس تفاعل الناس مع الفنان في الشارع، والطلب على الحفلات.
• أنت نجم مهرجانات أكثر من نجم حفلات، خصوصاً أنك صاحب لون رومنسي، لكن المهرجانات باتت تخضع لمسألة الشللية، ولم تعد معياراً...
ـ هذا صحيح، ولا يمكن لأحد أن ينكر أن خروقات كبيرة أصابت مهرجانات كبرى، وكانت مؤذية بالفعل، وأن أسماء فُرضت عليها... لكن حتى اللحظة استطاعت المهرجانات أن تسيطر على نفسها، ونجحت في أن تطلب الفنان المناسب لها، وهذا موجود بقوة في تونس، وسوريا، حيث يؤتى بالفنان المطلوب.
• تعتقد أن منع بعض الفنانات اللبنانيات من الغناء في سوريا جاء في هذا الإطار؟
ـ بالضبط، فعلى ما يبدو أن الجمهور هناك ما زال يتكل على السمع أكثر.
• أنت مع مثل هذه القرارات أو مع الحرية المطلقة في الفن؟
ـ الحرية مهمة جداً، لكننا للأسف أسأنا استعمالها وبشكل مخيف. سأقول أكثر من ذلك، بعض المحطات تخطّت الحدود المسموح بها أخلاقياً، لذلك أنا مع الديكتاتورية ضد هؤلاء الذين لا يملكون أي معيار أدبي أو فني.
• لكن هذا قد يعيد الكثيرين الى منازلهم؟
ـ أنا مستعد للعودة الى منزلي إذا كانت القصة ستصيبني من أجل إعادة النهضة للفن العربي.
• أحببت عالم النجومية بعدما كنت تعمل وراء الكواليس؟
ـ الشهرة نوع من المكافأة المعنوية للفنان.
• لكنها سيف ذو حدين، خصوصاً أنك من النوع الخجول، فكيف تعيشها؟
ـ شهرتي لم تأتِ كمفاجأة لتزلزل كياني، بل جاءت طبيعية ومنطقية تشبه شخصيتي. صحيح أني فقدت الخصوصية فيها، وبدأت أشعر بالحروب التي تُشن ضدي، والتي فاجأتني بدايةً، لكني استوعبت الأمر بسرعة، إذ لا يمكن لنجاح إلا أن يقابله حقد وحسد.
• ما الذي حصّنك في مواجهة هذه الحروب؟
ـ الصبر وعدم الرد عبر أي وسيلة إعلامية.
• أنت مقلّ عموماً في ظهورك الإعلامي؟
ـ هذا سببه التهجمات عليّ، حتى تحوّل ظهوري الإعلامي للرد على هذه الحملات.
• كم تعطي نفسك من الوقت؟
ـ لست "شغيل" كما أريد من نفسي، لكن متابعتي لأدق تفاصيل عملي من الكلمة واللحن والتسجيل والتوزيع يفترض أن تأخذ وقتاً طويلاً مني. مع ذلك ثمة أوقات لنفسي، ولا أنكر أن بعضها يمضي من دون عمل وفي الكسل. أحياناً أخرج الى أماكن هادئة مع بعض الأصدقاء المقربين.
• هل يعجبك لقب "فنان الرومنسية"؟
ـ أحبه لأنه جاء عفوياً، لكني أرفض أن يأسرني، لأني مغنّ، شاعر وملحن، وأرفض تأطيري في لون واحد، ولدي هاجس التنويع والتجديد.
• أنت الرومنسي الذي يعيش الحب والإحساس بغنائه، ألا تعيش حالة حب؟
ـ ليس بقدر غنائي له. فالواقع يختلف عن الغناء، لكن هذا لا يمنع أن أبحث عن الحب عموماً، أنا أحب أن يأخذني الفن الى أماكن الحلم.
• تحاول أن ترسم صورة معينة للحبيبة في هذا الحلم؟
ـ ولمَ لا؟ يمكن أن أرسم صورة مفقودة في الواقع، أو أحاول لملمة قطع "البازل" فيه وتجميعها.
• لذلك لم تجد بعد الحبيبة، لأن الواقع يختلف عن الأحلام؟
ـ لا بدّ من أن أجدها يوماً
منقول