Marwan Khoury's Official Forum-- منتديات الفنان الشامل مروان خوري الرسمية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

2 مشترك

    راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟

    الحجي زعلان
    الحجي زعلان
    =المشرف العام=


    ذكر
    المساهمات : 1498
    العمر : 55
    أغنيتك المفضلة لمروان خوري : قصر الشوق
    التقييم العام : 1878
    تاريخ التسجيل : 29/08/2009
    رسالة smsضع نص الsms هنا

    راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟ Empty راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟

    مُساهمة من طرف الحجي زعلان الأحد 13 سبتمبر 2009, 6:04 pm

    راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟


    عرض وتحليل : رحيم العراقي

    مؤلف كتاب راسين : ظروف ام شخصية متناقضة..؟ هو البروفيسور جورج فوريستييه أستاذ الآداب الفرنسية في السوربون،وهو مختص بالعصر الكلاسيكي أساسا: أي بآداب القرن السابع عشر حيث ظهر موليير ولافونتين وكورني وراسين وكبار الكلاسيكيين في الآداب الفرنسية.
    وكان قد نشرسابقا عدة كتب هامة نذكر من بينها: جماليات الهوية في المسرح الفرنسي (1988)موليير (1990)، مدخل إلى تحليل النصوص الكلاسيكية (1993)، كورني، معنى مسرحه ومدلولاته (1998). هذا بالإضافة إلى دراسات أكاديمية عديدة أخرى، وكلها تلقي إضاءات ساطعة على مسرح القرن السابع عشر.
    وفي هذا الكتاب الجديد والضخم عن راسين يقدم المؤلف قصة حياة وأعمال أشهر شاعر كلاسيكي أنجبته فرنسا في تاريخها كله. ومنذالبداية يطرح المؤلف هذا السؤال: هل هناك من حياة أصعب على التفسير من حياة جانراسين؟ فقد كان يتيما فقيرا من عائلة متواضعة ولكنه استطاع أن يصل إلى القمة ويصبح ثريا جدا بعد أن نال الشهرة وتوصل إلى مرتبة الشاعر الرسمي في عهد أكبر ملوك فرنساوأشدهم عظمة وجبروتا: لويس الرابع عشر.
    وبالتالي فقد انتقل من النقيض إلىالنقيض، أو من الحضيض إلى القمة. والواقع أن حياة جان راسين كانت مليئة بالتناقضات،فقد كان معجبا جدا بالملك لويس الرابع عشر إلى درجة أنه أصبح مؤرخه الخاص والشاعرالذي يلهج بمدحه في قصائد رائعة. ولكنه في ذات الوقت كان من أتباع أعدائه ولكن سرا.
    والواقع أن راسين تربى على أيدي المسيحيين المتشددين والأصوليين والمتزمتين جدا والذين يكرهون المسرح ويعتبرونه حراما لأنه خارج على الدين في نظرهم. ولكن ذلك لم يمنعه من كتابة المسرحيات الكبرى التي اشتهر بها وأوصلته إلى القمة. وبالتالي فالرجل مليء بالتناقض وليس من السهل على أحد كتابة قصة حياته.
    كان راسين يريدأن يصل إلى المجد والشهرة والغنى. وقد توصل إلى كل ذلك عن طريق كتابة المسرحيات الشعرية الرائعة. وقد اضطر إلى سلوك هذا الطريق المضاد للمبادئ الدينية التي تربى عليها لأنه لم يكن يملك وسيلة أخرى للوصول إلى ما يبتغيه. فموهبته الشعرية والمسرحية كانت ضخمة وبالتالي فما كان قادرا على مقاومة إغراءاتها.
    ولكي يفسرالمؤرخون هذه التناقضات فإنهم تحدثوا كثيرا عن معاناة راسين وحياته البائسة كيتيم في الطفولة الأولى. وقالوا بأن حياته كانت مليئة ليس فقط بالتناقضات وإنما أيضا بالغدر والخيانة. فلكي يصل إلى ما يبتغيه من جاه وشهرة فإنه كان مستعدا لكل شيء. وهذا ما يحصل لبعض المثقفين والكتاب في كل العصور.
    وقد درس بعض النقاد مسرحياته التراجيدية ولاحظوا أنها مليئة بالعنف والقسوة. وقالوا بأن ذلك يعكس شخصيتهالداخلية التي كانت معذبة مما نتصور، فقد كان ذا شخصية معقدة ومركبة أكثر ممانتصور.ولكن بعض النقاد الآخرين لم يروا في راسين إلا نوعا من الأديب الانتهازي المستعد لأن يفعل أي شيء من أجل الوصول إلى الثروة والشهرة والجاه العريض.
    وانتقدوا كثيرا تصرفاته الشخصية وتركيبته النفسية وقالوا بأن أشعاره ومسرحياته أكبر منه بكثير. بل وتأسفوا لأن شخصا منحطا أخلاقيا من هذا النوع هو الذي كتب كلهذه المسرحيات الخالدة
    .ثم يردف المؤلف قائلا: ولكن هل هذا صحيح يا ترى؟ هل يمكن لشخص تافه إلى مثل هذا الحد أن ينتج كل هذه الأعمال العبقرية؟ بالطبع لا.
    فحياة راسين على الرغم من كل المظاهر السطحية الخارجية كانت أكثر تماسكا وأخلاقية مما صوروه لنا. وهذا ما نستطيع التوصل إليه من خلال قراءة أعماله الشعرية والمسرحية قراءة داخلية، متأنية، عميقة.ولكي يوضح المؤلف كل ذلك أو يبرهن عليه فإنه يؤلف هذاالكتاب الضخم الذي يقارب الألف صفحة من القطع الكبير والحرف الدقيق. وهم يقسم كتابه إلى أربعة أجزاء مع مقدمة وخاتمة وملاحق وفهارس علمية أكاديمية.
    الجزء الأول من الكتاب يتحدث عن طفولة راسين وتعلمه على يد الأصوليين المسيحيين الأكثر تقشفا وصرامة في ذلك الزمان. فيما أنه كان يتيم الأبوين فإنه لم يبق أمامه إلا أن يدخل الدير لكيلا يموت من الجوع، وقد أداه الأصوليون المسيحيون ولكنهم ربوه على طريقتهم الخاصة ومبادئ عقيدتهم القاسية التي لا تسمح باللهو أو اللعب أو حتى الابتسام. فمفهوم الدين في فرنسا كان آنذاك صارما متجهما متشددا.
    وأما الجزء الثاني من الكتاب فيتحدث عن راسين بعد أن كبر وأصبح شابا. وعندئذ سافر إلى العاصمة باريس لكي يجرب حظه في الشهرة والوصول بعد أن تفتحت مواهبه في مجال الأدب. ومعلوم أنه ما كان ممكنا لأحد في ذلك الزمان أن يصل إلى الشهرة أو الثورة إلا إذا اقترب من البلاط الملكي في قصر فرساي الكبير.
    فأي شاعر أو كاتب يريد أن يحقق أمانيه كان ينبغي عليه أن يمدح الملك أو أحد الأمراء الفرنسيين المقربين منه لكي يستطيع الوصول وإنقاذ نفسه من الفقر بل وحتى الجوع. وبالتالي فالخضوع للسلطة السياسية كان أمرامحتوما على كل المثقفين آنذاك.
    وأما الجزء الثالث من الكتاب فيتحدث عن المرحلةالتالية والذهبية من حياة راسين: أي بعد أن وصل إلى قمة الشهرة والمجد. والواقع أنمسرحياته الشعرية الرائعة استطاعت أن توصله إلى بلاط الملك لويس الرابع عشر وتجعل منه شاعره الرسمي بامتياز. وهكذا أغدق عليه العطايا والهبات حتى أصبح من أغنىالأغنياء بعد أن كان فقيرا معدماً كما ذكرنا سابقا.
    وأما الجزء الرابع والأخيرمن الكتاب فيتحدث عن المرحلة الأخيرة من حياة راسين، وفيها حصلت متغيرات كبيرة علىشخصيته على ما يبدو. فيها حصل منعطف خطير انتقل به من حب السلطة والثروة والشهرةإلى حب الدين والتنسك والتعبد والابتعاد عن إغراءات الحياة الدنيا. فهل عاد راسين إلى أصله في نهاية المطاف؟ هل عاد إلى الدين بعد أن تركه لفترة طويلة وبعد أن شغل بالإغراءات المادية والأمجاد؟ ربما.
    ولكن ألا يحصل ذلك لمعظم الناس عندمايشيخون ويقتربون من حافة القبر؟ ألا يعود الإنسان إلى التدين والورع بعد أن يكون قد كبر في السخاء وأصبحت حياته وراءه لا أمامه كما يقال؟ والواقع أن راسين بعد أن أمّن دنياه ونجح فيها بشكل صارخ لم يكن هو شخصيا يحلم به راح يفكر في آخرته. ولهذا السبب عاد إلى الدين في أواخر عمره.
    نقول ذلك وبخاصة أنه كان قد تربى تربية دينية صارمة كما ذكرنا سابقا. وبالتالي فالإنسان يعود إلى أصله في نهاية المطاف سواء أكان شاعرا كبيرا أم إنسانا عاديا فقيرا. ولا يستطيع أحد أن ينسى التربية الأولى والأفكار التي تلقاها في طفولته. فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر. وبالتالي فليس غريبا إذن أن يكون راسين قد عاد إلى الدين وأدار ظهره للأمجاد الدنيوية بعد أن شبع منها.
    ريمو الخطيب
    ريمو الخطيب
    ،،، نـائبة المدير العام ،،،
    ،،، نـائبة المدير العام ،،،


    انثى
    بلدي : راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟ Iq10
    المساهمات : 4860
    العمر : 35
    أغنيتك المفضلة لمروان خوري : ارجعلي
    التقييم العام : 3395
    تاريخ التسجيل : 31/08/2008
    رسالة smsضع نص الsms هنا

    راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟ Empty رد: راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟

    مُساهمة من طرف ريمو الخطيب الإثنين 14 سبتمبر 2009, 5:33 am

    كتير جميل ماكتبته معلومات قيمة ومهمة والجميل ان تتعرف على حياة شخصيات مهمة شكرا الك اخ رائد عالمواضيع الجميلة
    الحجي زعلان
    الحجي زعلان
    =المشرف العام=


    ذكر
    المساهمات : 1498
    العمر : 55
    أغنيتك المفضلة لمروان خوري : قصر الشوق
    التقييم العام : 1878
    تاريخ التسجيل : 29/08/2009
    رسالة smsضع نص الsms هنا

    راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟ Empty رد: راسين: ظروف ام شخصية متناقضة..؟

    مُساهمة من طرف الحجي زعلان الإثنين 14 سبتمبر 2009, 6:57 am

    الشكر موصول لك ريمو ....

    تقبلي مني كل التحايا ,,,,

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024, 1:35 am