مغنّ، شاعر، ملحن، مجدّد يسبح عكس التيار حالةً إبداعية منفردة، ليس في الوسط الفني اللبناني فحسب انما في الوسط الفني العربي ايضا. قال عنه الشاعر عبد الرحمن الأبنودي: «مروان خوري فنان من طراز خاص». بعد نجاحه في «دويو» «يا رب» مع كارول سماحة يحدثنا مروان عن عمله القادم والمرأة التي يغني لها وأفضل صوت على الساحة الغنائية العربية.
تأخر عملك الجديد فكان «دويو» «يا رب» مع كارول سماحة.
أفضّل أن اكون متأخراً على ان يرى عملي النور مشوباً بالعيوب. المهم في هذه المرحلة الفنية الحساسة التي أجتازها إثبات ذاتي وقدراتي، لذا ينبغي أن أحرص على تقديم المختلف. يتضمّن عملي المقبل ثماني أغانٍ زدت عليها أغنية «دواير» وأغنية ثانية لم تنل حقها بصوت فنان آخر عنوانها «لو في».
كيف تم التعاون بينك وبين الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي؟
إتصل بي منتج فيلم «أوقات فراغ» قائلاً: «إن الشاعر عبد الرحمن الابنودي اختارني لتلحين أغنية» فكنت سعيدا جدا بهذا الاختيار، ثم اتصل بي الابنودي وقال: «مروان من الممكن ألاّ تكون على معرفة سابقة بي، انا اعرفك جيدا واتابع اعمالك واشعر بان اغنية «دواير» ستلقى نجاحاً». هذا الشاعر شخص رائع على المستويين الفني والانساني.
انت صعب وسهل في الوقت نفسه. هناك اسماء كبيرة تلح عليك للتعاون معها فتماطل عن قصد او غير قصد، في حين تعطي ألحانا لاسماء جديدة ربما تشجيعاً. ما هي القاعدة التي تتبعها للتعاون مع الآخرين؟
صحيح أنني انسان صعب وسهل في الوقت نفسه والمعيار في تعاوني مع الاخرين هو اللعبة الفنية، أي اذا كانت بين يدي اغنية تحتاج إلى صوت معين ابحث عنه وفي أحيان أخرى يمكن ان تؤثر علاقتي الشخصية على خياراتي فلا أعمل مع فنان لا أرتاح لعلاقتي به إذ يخضع العمل الفني لمزاجية معينة فالفن حالة حب وابداع. لذلك تلعب الحالة النفسية والعلاقة الشخصية دورها. لا انكر ميلي أحيانا إلى اصوات جديدة تقدم اعمالي.
مروان خوري المشاغب صغيراً الخجول راشداً. الى أي حدّ افادتك هذه التناقضات وأثرت في تجربتك الفنية؟
لم احاول التصنع في شيء. صحيح انني كنت عصبيا وفوضويا في صغري، ثم تحولت العصبية الى التحفظ في الكبر لا الخجل فالخجول لا يواجه بينما انا من النوع المواجه واعرف ماذا اريد. هذه التناقضات تفيدني في انتاجي الفني ومن يراقب أعمالي يرها متنوعة. صحيح أني أجنح نحو الرومانسية في عملي القادم لكن هناك بلا شك تنوع في ما اقدمه.
كان التراشق الاعلامي سيد الموقف بين الملحنين في الفترة الماضية. بقيت في منأى عن هذا التراشق. كيف حافظت على حيادك؟
هذا يتطلب صبرا كبيرا وثقة بالنفس وإيماناً بان كل ما يقولونه سوف يذهب ادراج الرياح ولن يبقى سوى العمل الجيد. تعرضت السنة الفائتة لضغط كبير سواء من بعض الملحنين او المغنين ومن أشخاص خارج الوسط الفني. إنما يبقى هنالك دائما من يعطيني حقي، ما يجعلني في حالة توازن مستمر.
من اعطاك حقك اكثر النقاد ام الجمهور؟
أولاً ردّ فعل الجمهور سريعاً حيال كل ما قدمته، ثم الصحافة التي حافظت على علاقتي الجيدة مع العديد من أقلامها المحترمة.
ما زلت بعيدا عن الاعلام وتنتقي اطلالتك بدقة.
اولا يجب ان يكون هدف الحوار اظهاري بشكل جيد وان يكون الصحافي حريصا على نجاح حواره وبالتالي تقديم محاوره بشكل لائق. هكذا يكون نجاحنا مشتركا. ثمة بعض الاقلام المعروفة التي تعمد الى تشويه صورة الفنان، لذا انتقي الحوارات التي تعبر عن فني وابتعد عن الصحافة التي تجنح نحو افتعال المشاكل واختار عادة الاقلام التي اشعر بامان عندما تكتب عني حتى لو انتقدتني.
من هو الموسيقيّ الملهم لمروان خوري؟
بليغ حمدي هو الاكثر موهبة. عظمته أنه ساهم في تخليد كبار المطربين في عالم الغناء. عبد الحليم حافظ ما زال حيا من خلال معظم الالحان التي قدمها له بليغ حمدي. الموسيقار محمد عبد الوهاب أيضاً ملحن صاحب موهبة مقرونة بالصناعة.
أي صوت هو الأفضل بالنسبة إليك في العالم العربي؟
هناك اصوات قوية ومعبرة جدا مثل صوت اصالة الذي اكتفشت قوته من خلال تعاوني معها واحسست بقدرته على تلبية رغبات الملحن كلها. هناك اصوات تستنفرني وتستطيع ايصال انواع اخرى من الالحان التي أرغب في ايصالها بواسطة صوت آخر غير صوتي الذي ادرك تماما إمكاناته ومساحاته.
هل تتمنى لو عشت في الستينات من القرن المنصرم حين كان الملحن يعيش عصره الذهبي؟
كنت اتمنى ذلك، لكن الجمهور انتقاني والحمد لله من بين المجموعة المعاصرة. نحن نسبح عكس التيار. كان ثمة غناء حقيقي ماضياً، لكن في المقابل كان المطربون الحقيقيون يعانون ايضا من بعض الدخلاء على عالم الغناء إنما ليس على النحو الاستفزازي الذي نعانيه اليوم.
هل سألت نفسك يوما لماذا يغني هؤلاء؟
طمعا بالشهرة التي تأتي بالمال، همهم الاول والاخير.
ألا تغريك الشهرة؟
الشهرة بالنسبة إليّ مكافأة على عمل قمت به ولم تكن يوماً هدفا. الشهرة نتيجة طبيعية للعمل الناجح الذي يقدمه اي فنان شرط ان تكون نظيفة أي مبنية على احترام الجمهور. غالبا ما تضخم الشهرة «الأنا» لدى الانسان لكن «الأنا» لديّ لا تقوى علي لانني في حالة خوف وقلق مستمرين في سعيي نحو تحقيق الافضل.
ثمّة شائعات تطالك باستمرار، كيف تواجهها؟
هناك شائعات خفيفية الظل مثل كذبة نيسان التي تحدثت عن خطبتي من الزميلة مايا نصري. هناك شائعات مزعجة أواجهها بالصمت والصبر حتى تسقط الشائعة بمرور الزمن.
هل انزعجت حبيبتك من كذبة نيسان؟
ليس هناك حبيبة بالمعنى الحسي للموضوع.
إذاً لمن تكتب تلك الاشعار الرقيقة؟
أجمل الاشعار تلك التي تكتب بالمطلق وليست مهداة إلى امرأة معينة. قد يكتفي المرء بالكتابة لامرأة بعينها وهي الحبيبة التي ستصبح الزوجة وام الاولاد. ربما تكون تلك المرأة رائعة، لكن لا اعلم إذا كنت سأستمرّ بالكتابة والغناء لها.