09 حزيران 2010 09:39
نقلا عن "الجريدة" الكويتية
كلما عاد بألبوم جديد بدا مختلفاً بمضمون الأغنيات وألحانها وتمايزها عن الأغنيات السائدة. إنه الفنان الشامل مروان خوري الذي قدّم أخيراً ألبومه {راجعين}، من كلماته وألحانه.
«الجريدة» التقته في الدردشة التالية.
يحقّق ألبومك الجديد {راجعين} مبيعات مرتفعة في الوطن العربي، ما ردّك؟
هذا أكبر دليل على أن اللهجة ليست عائقاً أمام أي عمل ناجح، إذ الأهم أن يستطيع الوصول الى الناس ويحرّك فيهم مشاعر معينة، سواء عاطفية أو وطنية.
حصدت {أغنية وطّي صوتك} نجاحاً كبيراً وجدلاً أيضاً، خصوصاً أنك معروف برومنسيتك وطريقة مخاطبتك الحبيبة، وفجأة وجدناك تتحدث معها بطريقة النهي؟
من يسمع الأغنية جيداً يدرك تماماً أن القصد منها ليس نهي الحبيبة أو التكلّم معها بصيغة الأمر، بل الحفاظ على الخصوصية بين الحبيبين، وبقاء خلافاتهما ضمن جدران البيت الأربعة كي لا تصبح حديث الناس، وليس من باب القمع على الإطلاق.
لم أكن يوماً من أنصار قمع المرأة، إذ يحق لها التعبير عن كل ما يجول في وجدانها وعن مشاعرها تجاه الرجل بكل حرية وشفافية، لكن بشرط ألا تخرج الأمور عن السيطرة، ثم إن الطلب منها أن تخفض صوتها هدفه إيصال رسالة بأن الصوت العالي لا يعني دائماً أن صاحبه على حق.
هل أنت من النوع الذي يحب أن تبقى حياته الخاصة داخل الجدران الأربعة؟
بالتاكيد. أعتقد بأن الرجل والمرأة العاقلين والناضجين يفضّلان حلّ مشاكلهما بمفردهما من دون تدخّل أحد، بالإضافة الى أن الحياة الخاصة هي {خاصة} وهذا أكبر دليل على أنها يجب أن تظل بين الشخصين المعنيّين لا أن تصبح على كلّ شفة ولسان.
ثمة أغنية أخرى بدأت تحقّق المراتب الأولى هي {تم النصيب}، ماذا عنها؟
حققت هذه الأغنية نجاحاً كبيراً ليس لأنها خاصة بالأعراس فحسب بل لأنها أيضاً مفرحة في ظلّ حالة الإحباط النفسي التي نمر بها، إذ نحتاج الى نوع مبهج من الأغنيات، خصوصاً ألا شيء حولنا يفرحنا فربما تكون الموسيقى سبباً لإسعاد الناس، لذلك وجدت {تم النصيب} صدى كبيراً.
تزدهر الأغنيات الخاصة بحفلات الزفاف خلال الصيف، فهل أدرجت {تم النصيب} في الألبوم ليكون لك نصيب الأسد من تلك الحفلات؟
يعلم الجميع بأنني لست من محبّذي الحفلات الخاصة. هذه الأغنية هي بمثابة لسان حال كل شاب يجد حبيبته أمامه وقد أصبحت زوجةً له فيعبّر عن سعادته البالغة من خلال كلمات {تم النصيب}.
لماذا أنت ضد الحفلات الخاصة؟
لم أقل إني ضدها، لكن بكل بساطة أفضّل التواصل مع أكبر شريحة من الجمهور ربما لأنني اعتدت ذلك من خلال المهرجانات الكبرى والمسارح ذات الأهمية مثل {قرطاج} و {دار الاوبرا} المصرية وغيرهما.
تردّد في مواقع إلكترونية عدة بأنّ السيدة فيروز، وبحسب عدد من المقرّبين منها، معجبة بالأعمال التي تقدّمها، ما رأيك؟
إذا كانت هذه التصريحات صحيحة، وأتمنى أن تكون كذلك، سأكون بالتأكيد في منتهى السعادة والفخر بأن قامة من قامات لبنان والعالم العربي وحتى العالم تتحدث عني بهذه الطريقة، إنها فرحة كبيرة ممزوجة بالشعور بالمسؤولية وبالأمنيات.
ما هي تلك الأمنيات؟
التعرّف إلى السيدة فيروز عن قرب، وهذا حلم كل شاعر وموسيقي لبناني وعربي.
يتضمن الألبوم أغنيات وطنية مثل {مش خايف علبنان} و{الحدود}. هل صحيح أنك {مش خايف علبنان}؟
بالنسبة إلي، لبنان ليس السهل والجبل والبحر و{لبنان الأخضر}، إنما هو الإنسان، لذا أردت أنسنته من خلال {مش خايف علبنان}، فهو سيظلّ قويّاً طالما أن اللبناني مؤمن بأن وطنه هو الأبقى له، ومتمتّع بالقوة والقدرة على المقاومة من أجل البلد الذي وُلد فيه. وبالفعل، لست خائفاً على لبنان مطلقاً.
لماذا تأخّر صدور الألبوم وما سبب اختيارك عنوان {راجعين}؟
بالنسبة الى العنوان، ليس ثمة مدلول حقيقي له، اخترته لمجرد الاختيار، أما في ما يخصّ التأخير فلأنني لست من النوع الذي يخضع لعامل الوقت بل أفضّل أن يخضع هو لي، إذ أتأنى في كل شيء، التأليف والتلحين والإشراف على التوزيع الموسيقي.
أي أغنية ستصوِّر أولاً من الألبوم؟
بعد النجاح الكبير الذي لاقته {تم النصيب} و{وطي صوتك} قررت تصويرهما على طريقة الفيديو كليب، لكني محتار ولا أعلم حتى الآن بأي منهما سأبدأ.
قال نقاد كثر إن مروان خوري كان مختلفاً في {راجعين}، فأين يكمن هذا الاختلاف برأيك؟
روح مروان خوري كشاعر وموسيقي ما زالت موجودة ولا يمكن أن تتغيّر إطلاقاً، كل ما في الأمر أنني أحدثت بعض التطوير والتنويع من خلال ألوان غنائية معيّنة.
إذاً، لا يزال مروان خوري كما هو، يحب العزلة ويبعد عن الضجيج؟
بالتأكيد أحب الابتعاد عن الضجيج، لكني لا أحب العزلة، بل أفضّل الجلوس مع الناس لسماع آرائهم في أحوالهم وحياتهم، إنما بصراحة لا أحب السطحية في الحوارات وربما هذا ما يجعل دائرة أصدقائي ضيّقة الى حد ما.
هل صحيح أن جمهورك هو جمهور نخبوي؟
نعم، لكن بالنسبة إلي جمهور مروان خوري هو من الذواقة، وهذا الوصف لا علاقة له بالنخبوية، إنما من دون شكّ لدي جمهور من النخبة وهذه الفئة أعتز بها.
هل تعتبر نفسك أسير هاجس ما؟
أنا مسكون بهاجس تطوير الموسيقى ولدي المخاوف والهواجس نفسها التي تقلق أي مواطن لبناني.
هل تهتم بالسياسة انطلاقاً من اهتمامك بالوطن وبهموم الناس؟
السياسة شيء والوطنية شيء آخر، وتقديمي أغنية {أنا مش خايف علبنان} ليس معناه أنني أهتم بالسياسة، فالأخيرة هي {فن الممكن} أما الوطنية فهي الإيمان المطلق بالوطن وبالإنسان القادر على حماية أرضه.
هل تخاف من عامل الهجرة الذي يزداد يوماً بعد يوم؟
أخشى أن يفقد الإنسان اللبناني إيمانه بوطنه، لكن لدي أمل كبير بأن اللبنانيين أقوى من التحديات كافة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
هادا لينك للقاء مروان خوري بصحيفة الجريدة الكويتية بتمنى يعجبكن