السلام عليكم
من جديد تغني الفنانة المتميزة صاحبة الحضور الركحي و التردد العالي
كارول سماحة للملحن و الشاعر الفنان مروان خوري الذي صنع أمجاد الكثير من الأصوات
في الآونة الأخيرة من نجوم صاعدين و أسماء معروفة على الساحة الفنية .
في لهجة تمزج ما بين القسوة و الغزل يقدم لنا مروان كارول في ثوب جديد
مؤلوف و مختلف في الآن نفسه و ذلك من خلال كل من أغنيتي
خليك بحالك و حدودي السماء
حيث تمثل الأولى مواصلة لمسيرة تطلع فيا في لهجة تجمع بين العتب و التقرب
يبدأ النغم بآهات أشبه بالتأوه من شدة الألم تعبر فيها كارول عن العذاب لقرارها البعد عن حبيبها
و يتبين لنا تردد المرأة في أخذ قرار الابتعاد و التخلي عن حبيبها
متصورة في الأثناء مرحلة البعد
انطلاقا من واقع و قرارت تبلغها لحبيبها من خلال النغم
لتتوضح في خلاصة القصيد أنها الراغبة الممثلة لدور المتمنعة
و أنها تحاول اقناع نفسها بالبعد و تنتظر رد حبيبها من خلال استفزازه بكل ما ذكرته
و هنا تظهر لنا حنكة مروان خوري في وضع بنية للقصيد خاضعة لمنطق فكري مسترسل و متدرج
قبل الشروع في الكتابة - أي - أنها ليست قصيدة وليدة الاحساس فقط بل تخطيط محكم
يتماشى مع طريقة تفكير المرأة و سيكوليجيتها في مثل هذا الوضع .
أما بالنسبة للأغنية الثانية "حدودي السماء" فهي رغم أنها في ظاهرها نقلة نوعية للفناننين مروان و كارول
الا أنها ليست بالأمر الجديد على كل منهما خصوصا مع اطلاع مروان على الموسيقى الغربية
و غناء كارول في أنماط الموسيقى الغربية مما صنع الاختلاف و الاتقان في
اعطاء هذا الطابع سماته من خلال اللحن واللون المعتمد في التوزيع "التانقو" بالنسبة لمروان
و من خلال تقنيات التنفيذ و الغناء بالنسبة لكارول .
أخيرا وليس آخرا نحوصل فنقول ان مروان فهم سر اللعبة مبكرا
و هذا ما يمكن لأي كان ان يستجليه من خلال
تركيبة أشعاره و اتخاذه لغة تخاطب العقل بالـ"منطق" والعاطفة بـ"علم النفس"
و اعطاءه الأغنية المناسبة للصوت الأنسب مع اختيار اللون الموسيقي متماشي مع الأغنية و الفنان
و هذا ما نعبر عنه في ميدان الموسيقيين بالذكاء الموسيقي .